Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 22-23)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم وصف حال المؤمنين عند لقاء الأحزاب فقال : { وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ } ، تسليماً لأمر الله وتصديقاً لوعده : { هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } ، وعد الله إيّاهم ما ذكر في سورة البقرة : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم } [ البقرة : 214 ] إلى قوله : { أَلاَۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ } [ البقرة : 214 ] ، فالآية تتضمن أن المؤمنين يلحقهم مثل ذلك البلاء ، فلما رأوا الأحزاب وما أصابهم من الشدة قالوا : هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ، { وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيماً } ، أي : تصديقاً لله وتسليماً لأمر الله . قوله عزّ وجلّ : { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ } ، أي : قاموا بما عاهدوا الله عليه ووفوا به ، { فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ } ، أي : فرغ من نذره ، ووفّى بعهده ، فصبر على الجهاد حتى استشهد ، والنَّحْبُ : النذر ، والنحب : الموت أيضاً ، قال مقاتل : " قضى نحبه " يعني أجَلَه فقتل على الوفاء ، يعني حمزة وأصحابه . وقيل : " قضى نحبه " أي : بذل جهده في الوفاء ، بالعهد من قول العرب : نَحَبَ فلان في سَيْره يومه وليله أجمع ، إذا مدّ فلم ينزل ، { وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ } ، الشهادة . وقال محمد بن إسحاق : " فمنهم من قضى نحبه " من استشهد يوم بدر وأحد ، " ومنهم من ينتظر " يعني : من بقي بعد هؤلاء من المؤمنين ينتظرون أحد الأمرين ؛ إمّا الشهادة أو النصر ، { وَمَا بدَّلواْ } ، عهدهم { تَبْدِيلاً } . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا محمد بن سعيد الخزاعي ، أخبرنا عبد الأعلى ، عن حميد قال : سألت أنساً / ح / وحدثني عمرو بن زرارة ، أخبرنا زياد ، حدثني حميد الطويل ، عن أنس قال : غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر ، فقال : يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلتَ المشركين ، لئن أشهدني الله قتال المشركين ليرَيَنَّ اللَّهُ ما أصنع ، فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ ، فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني أجد ريحها من دون أحد ، قال سعد : فما استطعتُ يا رسولَ الله ما صنع ، قال أنس : فوجدنا به بضعاً وثمانين ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ، ووجدناه قد قتل وقد مثَّل به المشركون ، فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه ، قال أنس : كنا نظن أو نْرَى أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه : { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ } إلى آخر الآية . أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أخبرنا حاجب بن أحمد الطوسي ، أخبرنا محمد بن حماد ، أخبرنا معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، " عن خباب بن الأرت قال : هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله نبتغي وجه الله فوجب أجرنا على الله ، فمنّا من مضى لم يأكل من أجره شيئاً ، منهم مصعب بن عمير ، قتل يوم أُحد ، فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة ، فكنا إذا وضعناها على رأسه خرجتْ رجلاه ، وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ضعوها مما يلي رأسه واجعلوا على رجليه شيئاً من الإِذخر ، قال : ومن أينعت له ثمرته فهو يَهْدِ بها » " . أخبرنا أبو المظفر محمد بن أحمد التميمي ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان المعروف بابن أبي نصر ، أخبرنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابُلسي ، أخبرنا محمد بن سليمان الجوهري بأنطاكية ، أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، أخبرنا الصلت بن دينار ، عن أبي نضرة ، عن جابر بن عبد الله قال : نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى طلحة بن عبيد الله فقال : " من أحب أن ينظر إلى رجل يمشي على وجه الأرض وقد قضى نحبه فلينظر إلى هذا " . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا عبد الله بن أبي شيبة ، أخبرنا وكيع , عن إسماعيل ، عن قيس قال : رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد .