Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 2-4)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَـيْكَ مِن رَبِّكَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } ، قرأ أبو عمرو : « يعملون خبيراً » و « يعملون بصيراً » بالياء فيهما وقرأ غيره بالتاء . { وَتَوَكَّلْ عَلَىٰ ٱللَّهِ } ثِقْ بالله ، { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } ، حافظاً لك ، وقيل : كفيلاً برزقك . قوله عزّ وجلّ : { مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَين فِى جَوْفِهِ } ، نزلت في أبي معمر ، جميل بن مَعْمَر الفهري ، وكان رجلاً لبيباً حافظاً لما يسمع ، فقالت قريش : ما حفظ أبو معمر هذه الأشياء إلاّ وله قلبان ، وكان يقول : إن لي قلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد ، فلما هزم الله المشركين يوم بدر انهزم أبو معمر فيهم ، فلقيه أبو سفيان وإحدى نعليه في يده ، والأخرى في رجله ، فقال له : يا أبا معمر ما حال الناس ؟ قال : انهزموا ، قال : فما لك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك ؟ فقال أبو معمر : ما شعرت إلا أنهما في رجلي ، فعلموا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده . وقال الزهري ومقاتل : هذا مَثَلٌ ضربه الله عزّ وجلّ للمظاهر من امرأته وللمتبني ولد غيره ، يقول : فكما لا يكون لرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة المظاهر أمّه حتى تكون له أُمّان ، ولا يكون له ولد واحد ابن رجلين . { وَمَا جَعَلَ أَزْوَٰجَكُمُ ٱللاَّئِى تُظَـٰهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَـٰتِكُمْ } ، قر أهل الشام والكوفة : « اللائي » هاهنا وسورة الطلاق بياء بعد الهمزة ، وقرأ قالون عن نافع ويعقوب بغير ياء بعد الهمزة ، وقرأ الآخرون بتليين الهمزة ، وكلها لغات معروفة ، " تظاهرون " قرأ عاصم بالألف وضم التاء وكسر الهاء مخففاً ، وقرأ حمزة والكسائي بفتح التاء والهاء مخففاً ، وقرأ ابن عامر بفتحها وتشديد الظاء ، وقرأ الآخرون بفتحها وتشديد الظاء والهاء من غير ألف بينهما . وصورة الظهار : أن يقول الرجل لامرأته : أنت عليّ كظهر أمي . يقول الله تعالى : ما جعل نساءكم اللائي تقولون لهن هذا في التحريم كأمهاتكم ، ولكنه منكر وزور ، وفيه كفارة نذكرها إن شاء الله تعالى في سورة المجادلة . { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ } ، يعني : من تبنيتموه { أَبْنَآءَكُمْ } ، فيه نسخ التبني ، وذلك أن الرجل في الجاهلية كان يتبنى الرجل فيجعله كالإِبن المولود له ، يدعوه الناس إليه ، ويرث ميراثه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعتق زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي ، وتبناه قبل الوحي ، وآخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب ، فلما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة ، قال المنافقون تزوج محمد امرأة ابنه وهو ينهي الناس عن ذلك ، فأنزل الله هذه الآية ونسخ التبني ، { ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَٰهِكُمْ } ، لا حقيقة له يعني قولهم زيد بن محمد صلى الله عليه وسلم وادعاء نسب لا حقيقة له ، { وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ } ، أي : قوله الحق ، { وَهُوَ يَهْدِى ٱلسَّبِيلَ } ، أي يرشد إلى سبيل الحق .