Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 17-18)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذَلِكَ جَزَيْنَـٰهُمْ بِمَا كَفَرُواْ } ، أي : ذلك الذي فعلنا بهم جزيناهم بكفرهم ، { وَهَلْ نُجْزِىۤ إِلاَّ ٱلْكَفُورَ } ، قرأ حمزة ، والكسائي ، وحفص ، ويعقوب : « وهل نجازي » بالنون وكسر الزاي ، « الكفورَ » نصب لقوله : " ذلك جزيناهم " ، وقرأ الآخرون بالياء وفتح الزاي ، « الكفورُ » رفع ، أي : وهل يجازي مثل هذا الجزاء إلاّ الكفور . وقال مجاهد : يجازى أي : يعاقب . ويقال في العقوبة : يجازي ، وفي المثوبة يجزي . قال مقاتل : هل يكافأ بعمله السيء إلا الكفور لله في نعمه . قال الفراء : المؤمن يُجزى ولا يجازى ، أي : يجزى للثواب بعمله ولا يكافأ بسيئاته . { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْقُرَى ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا } بالماء والشجر ، هي قرى الشام ، { قُرًى ظَـٰهِرَةً } ، متواصلة تظهر الثانية من الأولى لقربها منها ، وكان متجرهم من اليمن إلى الشام فكانوا يبيتون بقرية ويقيلون بأخرى وكانوا لا يحتاجون إلى حمل زاد من سبأ إلى الشام . وقيل : كانت قراهم أربعة آلاف وسبعمائة قرية متصلة من سبأ إلى الشام . { وَقَدَّرْنَا فِيهَا ٱلسَّيْرَ } ، أي : قدرنا سيرهم بين هذه القرى ، وكان مسيرهم في الغدو والرواح على قدر نصف يوم ، فإذا ساروا نصف يوم وصلوا إلى قرية ذات مياه وأشجار . وقال قتادة : كانت المرأة تخرج ومعها مغزلها ، وعلى رأسها مكتلها فتمتهن فلا تأتي بيتها حتى يمتلىء مكتلها من الثمار ، وكان ما بين اليمن والشام كذلك . { سِيرُواْ فِيهَا } ، أي : وقلنا لهم سيروا فيها ، وقيل : هو أمر بمعنى الخبر أي : مكناهم من السير فكانوا يسيرون فيها ، { لَيَالِىَ وَأَيَّاماً } ، أي : بالليالي والأيام أيّ وقت شئتم ، { ءَامِنِينَ } ، لا تخافون عدواً ولا جوعاً ولا عطشاً ، فبطروا وطغوا ولم يصبروا على العافية ، وقالوا : لو كانت جناتنا أبعد مما هي كان أجدر أن نشتهيه .