Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 40-44)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } ، قرأ يعقوب وحفص : « يحشرهم » ، وقرأ الآخرون بالنون ، { جَمِيعاً } , يعني : هؤلاء الكفار ، { ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَـٰئِكَةِ أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ } , في الدنيا ، قال قتادة : هذا استفهام تقرير ، كقوله تعالى لعيسى : { أَءَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِى وَأُمِّىَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ المائدة : 116 ] ، فتتبرأ منهم الملائكة . { قَالُواْ سُبْحَـٰنَكَ } ، تنزيهاً لك ، { أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ } ، أي : نحن نتولاك ولا نتولاهم ، { بَلْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ } ، يعني : الشياطين ، فإن قيل هم كانوا يعبدون الملائكة فكيف وجه قوله : { يَعْبُدُونَ ٱلْجِنَّ } ، قيل : أراد الشياطين زينوا لهم عبادة الملائكة ، فهم كانوا يطيعون الشياطين في عبادة الملائكة ، فقوله : { يَعْبُدُونَ } أي : يطيعون الجن ، { أَكْـثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ } ، يعني : مصدقون للشياطين . ثم يقول الله : { فَٱلْيَوْمَ لاَ يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً } ، بالشفاعة ، { وَلاَ ضَرّاً } بالعذاب ، يريد أنهم عاجزون ، لا نفع عندهم ولا ضر ، { وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِى كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } . { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُواْ مَا هَـٰذَا } ، يعنون محمد صلى الله عليه وسلم ، { إِلاَّ رَجُلٌ يُرِيدُ أَن يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُكُمْ وَقَالُواْ مَا هَـٰذَآ إِلاَّ إِفْكٌ مُّفْتَرًى } ، يعنون القرآن ، { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمْ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ } ، أي بيّن . { وَمَآ ءَاتَيْنَـٰهُمْ } ، يعني : هؤلاء المشركين ، { مِّنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا } يقرؤونها ، { وَمَآ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِّن نَّذِيرٍ } ، أي : لم يأت العرب قبلك نبي ولا نزل عليهم كتاب .