Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 45-48)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبلِهِمْ } ، من الأمم رسلنا ، وهم : عاد وثمود ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط وغيرهم ، { وَمَا بَلَغُواْ } يعني : هؤلاء المشركين ، { مِعْشَارَ } ، أي : عُشر ، { مَآ ءَاتَيْنَـٰهُمْ } ، أي : أعطينا الأمم الخالية من القوة والنعمة وطول العمر ، { فَكَذَّبُواْ رُسُلِى فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } ، أي : إنكاري وتغييري عليهم ، يُحذّر كفار هذه الأمة عذاب الأمم الماضية . { قُلْ إِنَّمَآ أَعِظُكُمْ بِوَٰحِدَةٍ } ، آمركم وأوصيكم بواحدة , أي بخصلة واحدة ، ثم بيّن تلك الخصلة فقال : { أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ } ، لأجل الله ، { مَثْنَىٰ } ، أي : اثنين اثنين ، { وَفُرَادَىٰ } ، أي : واحداً واحداً ، { ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْ } ، جميعاً أي : تجتمعون فتنظرون وتتحاورون وتنفردون ، فتفكرون في حال محمد صلى الله عليه وسلم فتعلموا ، { مَا بِصَاحِبِكُمْ مِّن جِنَّةٍ } ، جنون ، وليس المراد من القيامِ القيامَ الذي هو ضد الجلوس ، وإنما هو قيام بالأمر الذي هو في طلب الحق ، كقوله : { وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَـٰمَىٰ بِٱلْقِسْطِ } [ النساء : 127 ] . { إِنْ هُوَ } ، ما هو ، { إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } ، قال مقاتل : تم الكلام عند قوله " ثم تتفكروا " أي : في خلق السموات والأرض فتعلموا أن خالقهم واحد لا شريك له ، ثم ابتدأ فقال : " ما بصاحبكم من جنة " . { قُلْ مَا سَأَلْتُكُم عَلَيْهِ } , على تبليغ الرسالة ، { مِّن أَجْرٍ } , جُعْلٍ { فَهُوَ لَكُمْ } , يقول : قل لا أسألكم على تبليغ الرسالة أجراً فتتهموني ، ومعنى قوله : { فَهُوَ لَكُمْ } أي : لم أسألكم شيئاً كقول القائل : ما لي من هذا فقد وهبته لك يريد ليس لي فيه شيء ، { إِنْ أَجْرِىَ } ، ما ثوابي ، { إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٍ } . { قُلْ إِنَّ رَبِّى يَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ } ، والقذف الرمي بالسهم والحصى ، والكلام ، ومعناه : يأتي بالحق وبالوحي ينزله من السماء فيقذفه إلى الأنبياء ، { عَلَّـٰمُ ٱلْغُيُوبِ } ، رفع بخبر أن ، أي : وهو علام الغيوب .