Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 49-52)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ جَآءَ ٱلْحَقُّ } ، يعني : القرآن والإِسلام ، { وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَـٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ } ، أي : ذهب الباطل وزهق فلم يبق منه بقية يبدىء شيئاً أو يعيد ، كما قال تعالى : { بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَـٰطِلِ فَيَدْمَغُهُ } [ الأنبياء : 18 ] وقال : قتادة : " الباطل " هو إبليس ، وهو قول مقاتل والكلبي ، وقيل : " الباطل " : الأصنام . { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِى } ، وذلك أن كفار مكة كانوا يقولون له : إنك قد ضللت حين تركت دين آبائك ، قال الله تعالى : { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفْسِى } أي : إثم ضلالتي على نفسي ، { وَإِنِ ٱهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِى إِلَىَّ رَبِّى } ، منَ القرآن والحكمة ، { إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } . { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ } ، قال قتادة عند البعث حين يخرجون من قبورهم ، { فَلاَ فَوْتَ } ، أي : فلا يفوتونني كما قال : { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } [ صۤ : 3 ] ، وقيل : إذ فزعوا فلا فوت ولا نجاة ، { وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } ، قال الكلبي من تحت أقدامهم ، وقيل : أُخذوا من بطن الأرض إلى ظهرها ، وحيثما كانوا فهم من الله قريب ، لا يفوتونه . وقيل : من مكان قريب يعني عذاب الدنيا . وقال الضحاك : يوم بدر . وقال ابن أبزي : خسف بالبيداء ، وفي الآية حذف تقديره : ولو ترى إذْ فزعوا لرأيتَ أمراً تعتبرُ به . { وَقَالُوۤاْ ءَامَنَّا بِهِ } ، حين عاينوا العذاب ، وقيل : عند اليأس . وقيل : عند البعث . { وَأَنَّىٰ } ، من أين ، { لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ } ، قرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وأبو بكر : التناوش بالمد والهمز ، وقرأ الآخرون بواو صافية من غير مدّ ولا همز ، ومعناه التناول ، أي : كيف لهم تناول ما بَعُدَ عنهم ، وهو الإِيمان والتوبة ، وقد كان قريباً في الدنيا فضيعوه ، ومَنْ همز قيل : معناه هذا أيضاً . وقيل التناوش بالهمزة من النبش وهو حركة في إبطاء ، يقال : جاء نبشاً أي : مبطئاً متأخراً ، والمعنى من أين لهم الحركة فيما لا حيلة لهم فيه ، وعن ابن عباس قال : يسألون الرد إلى الدنيا فيقال وأنى لهم الرد إلى الدنيا . { مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } ، أي : من الآخرة إلى الدنيا .