Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 11-12)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } ، أي : آدم ، { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } ، يعني : نسله ، { ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَٰجاً } ، ذكراناً وإناثاً ، { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ } ، لا يطول عمره ، { وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ } ، يعني : من عمر آخر ، كما يقال لفلان عندي درهم ونصفه أي : نصف درهم آخر ، { إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ } ، وقيل : قوله : " ولا ينقص من عمره " منصرف إلى الأول ، قال سعيد بن جبير : مكتوب في أم الكتاب عمر فلان كذا وكذا سنة ثم يكتب أسفل من ذلك ذهب يوم ذهب يومان ذهب ثلاثة أيام حتى ينقطع عمره . وقال كعب الأحبار حين حضر عمر رضي الله عنه الوفاة : والله لو دعا عمر ربه أن يؤخر أجله لأخر ، فقيل له إن الله عزّ وجلّ يقول : { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَـئَخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } [ الأعراف : 34 ] فقال : هذا إذا حضر الأجل فأما قبل ذلك فيجوز أن يزاد وينقص ، وقرأ هذه الآية { إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } ، أي : كتابة الآجال والأعمال على الله هين . قوله عزّ وجلّ : { وَمَا يَسْتَوِى ٱلْبَحْرَانِ } ، يعني : العذب والمالح ، ثم ذكرهما فقال : { هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ } ، طيب ، { سَآئِغٌ شَرَابُهُ } ، أي : جائز في الحلق هنيء ، { وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } ، شديد الملوحة . وقال الضحاك : هو المر . { وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً } ، يعني : الحيتان من العذاب والمالح جميعاً ، { وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً } ، أي : من المالح دون العذب { تَلْبَسُونَهَا } ، يعني اللؤلؤ . وقيل : نسب اللؤلؤ إليهما لأنه يكون في البحر الأجاج عيون عذبة تمتزج بالملح فيكون اللؤلؤ من ذلك ، { وَتَرَى ٱلْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ } ، جواري مقبلة ومدبرة بريح واحدة ، { لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } ، بالتجارة ، { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ، الله على نعمه .