Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 6-8)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً } ، أي : عادوه بطاعة الله ولا تطيعوه ، { إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ } ، أي : أشياعه وأولياءه ، { لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلسَّعِيرِ } ، أي : ليكونوا في السعير ، ثم بيّن حال موافقيه ومخالفيه فقال : { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } . قوله تعالى : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءَ عَمَلِهِ } ، قال ابن عباس : نزلت في أبي جهل ومشركي مكة . وقال سعيد بن جبير : نزلت في أصحاب الأهواء والبدع . وقال قتادة : منهم الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين وأموالهم ، فأما أهل الكبائر فليسوا منهم لأنهم لا يستحلون الكبائر . { أَفَمَن زُيِّنَ } شُبِّه ومُوِّه عليه وحُسِّنَ { لَهُ سُوۤءَ عَمَلِهِ } أي : قبيح عمله ، { فَرَءَاهُ حَسَناً } ، زين له الشيطان ذلك بالوسواس . وفي الآية حذف مجازه : أفمن زُيّن له سوء عمله فرأى الباطل حقاً كمن هداه الله فرأى الحق حقاً والباطل باطلاً ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ } . وقيل : جوابه تحت قوله : { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَٰتٍ } ، فيكون معناه : أفمن زين له سوء عمله فأضله الله ذهبت نفسك عليه حسرة ، أي تتحسر عليه فلا تذهب نفسك عليهم حسرات . وقال الحسين بن الفضل : فيه تقديم وتأخير مجازه : أفمن زُيّن له سوء عمله فرآه حسناً فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ، فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ، والحسرة شدة الحزن على ما فات من الأمر ، ومعنى الآية : لا تغتم بكفرهم وهلاكهم إن لم يؤمنوا . وقرأ أبو جعفر : " فلا تُذْهِب " بضم التاء وكسر الهاء " نَفْسَك " نصب ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } .