Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 30-33)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ } ، قال عكرمة : يعني يا حسرتهم على أنفسهم ، والحسرة : شدة الندامة ، وفيه قولان : أحدهما : يقول الله تعالى : يا حسرة وندامة وكآبة على العباد يوم القيامة حين لم يؤمنوا بالرسل . والآخر : أنه من قول الهالكين . قال أبو العالية : لما عاينوا العذاب قالوا : يا حسرة أي : ندامة على العباد ، يعني : الرسل الثلاثة حيث لم يؤمنوا بهم ، فتمنوا الإِيمان حين لم ينفعهم . قال الأزهري : الحسرة لا تدعى ، ودعاؤها تنبيه المخاطبين . وقيل العرب تقول : يا حسرتي ! ويا عجباً ! على طريق المبالغة ، والنداء عندهم بمعنى التنبيه ، فكأنه يقول : أيها العجب هذا وقتك ؟ وأيتها الحسرة هذا أوانك ؟ حقيقة المعنى : أن هذا زمان الحسرة والتعجب . ثم بين سبب الحسرة والندامة ، فقال : { مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } . { أَلَمْ يَرَوْاْ } ، ألم يخبروا ، يعني : أهل مكة ، { كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ ٱلْقُرُونِ } ، والقرن : أهل كل عصر ، سموا بذلك لاقترانهم في الوجود ، { أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } ، أي لا يعودون إلى الدنيا فلا يعتبرون بهم . { وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ } ، قرأ عاصم ، وحمزة " لما " بالتشديد هاهنا وفي الزخرف والطارق ، ووافق ابن عامر إلاَّ في الزخرف ، ووافق أبو جعفر في الطارق ، وقرأ الآخرون بالتخفيف . فمن شدد جعل " إن " بمعنى الجحد ، و " لما " بمعنى إلاّ ، تقديره : وما كل إلاّ جميعٌ ، ومن خففف جعل " إن " للتحقيق و " ما " صلة ، مجازه : وكلٌّ جميعٌ ، { لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } . { وَءَايَةٌ لَّهُمُ ٱلأَرْضُ ٱلْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَـٰهَا } ، بالمطر ، { وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً } ، يعني : الحنطة والشعير وما أشبههما ، { فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } ، أي : من الحب .