Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 25-29)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنِّىۤ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ } , يعني فاسمعوا مني ، فلما قال ذلك وثب القوم عليه وثبة رجل واحد فقتلوه . قال ابن مسعود : وطئوه بأرجلهم حتى خرج قُصْبُه من دبره . وقال السدي : كانوا يرمونه بالحجارة وهو يقول : اللهم اهدِ قومي ، حتى قطعوه وقتلوه . وقال الحسن : خرقوا خرقاً في حلقه فعلقوه بسور من سور المدينة ، وقبره بأنطاكية فأدخله الله الجنة ، وهو حي فيها يرزق ، فذلك قوله عزّ وجلّ : { قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ } ، فلما أفضى إلى الجنة ، { قَالَ يٰلَيْتَ قَوْمِى يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى } , يعني : بغفران ربي لي ، { وَجَعَلَنِى مِنَ ٱلْمُكْرَمِينَ } ، تمنى أن يعلم قومه أن الله غفر له وأكرمه ، ليرغبوا في دين الرسل . فلما قُتِلَ حبيب غضب الله له وعجل لهم النِقمة ، فأمر جبريل عليه السلام فصاح بهم صيحة واحدة ، فماتوا عن آخرهم , فذلك قوله عزّ وجلّ : { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } ، يعني : الملائكة ، { وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ } ، أي وما كنا نفعل هذا ، بل الأمر في إهلاكهم كان أيسر مما يظنون . وقيل : معناه { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ } أي : على قوم حبيب النجار من بعد قتله { مِن جُندٍ } ، وما كنّا ننزلهم على الأمم إذا أهلكناهم ، كالطوفان والصاعقة والريح ، ثم بيّن عقوبتهم . فقال تعالى : { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَٰحِدَةً } , وقرأ أبو جعفر : صيحةٌ واحدة ، بالرفع ، جعل الكون بمعنى الوقوع . قال المفسرون : أخذ جبريل بعَضَادَتَي باب المدينة ، ثم صاح بهم صيحةً واحدة ، { فَإِذَا هُمْ خَـٰمِدُونَ } ، ميتون .