Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 54-58)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَـٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . { إِنَّ أَصْحَـٰبَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِى شُغُلٍ } ، قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو " فى شغْل " ، بسكون الغين ، والباقون بضمها ، وهما لغتان ، مثل السُّحْت والسُّحُت . واختلفوا في معنى الشغل ، قال ابن عباس : في افتضاض الأبكار . وقال وكيع بن الجراح : في السماع . وقال الكلبي : في شغل عن أهل النار وعمّا هم فيه لا يهمهم أمرهم ولا يذكرونهم . وقال الحسن : شُغلوا بما في الجنة من النعيم عمّا فيه أهل النار من العذاب . وقال ابن كيسان : في زيارة بعضهم بعضاً . وقيل : في ضيافة الله تعالى . { فَـٰكِهُونَ } ، قرأ أبو جعفر : " فكهون " حيث كان ، وافقه حفص في المطففين ؛ وهما لغتان مثل : الحاذر والحَذِر ، أي ناعمون . قال مجاهد والضحاك : معجبون بما هم فيه . وعن ابن عباس قال : فرحون . { هُمْ وَأَزْوَٰجُهُمْ } ، أي حلائلهم ، { فِى ظِلَـٰلٍ } ، قرأ حمزة والكسائي : " ظُلل " بضم الظاء من غير ألف ، جمع ظلة ، وقرأ العامة : " في ظِلال " بالألف وكسر الظاء على جمع ظل ، { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ } ، يعني السرر في الحِجَال ، واحدتها : أريكة . قال ثعلب : لا تكون أريكة حتى يكون عليها حجلة . { مُتَّكِئُونَ } ، ذَوُو اتكاء . { لَهُمْ فِيهَا فَـٰكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ } ، يتمنون ويشتهون . { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } ، أي : يسلم الله عليهم قولاً ، أي يقول الله لهم قولاً . أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا عبد الخالق ابن علي بن عبد الخالق المؤذن ، حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى الملحمي الأصفهاني ، أخبرنا الحسن بن أبي علي الزعفراني ، أخبرنا ابن أبي الشوارب ، أخبرنا أبو عاصم العبادَاني ، أخبرنا الفضل الرقاشي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينا أهل الجنة في نعيمهم إذْ سطع لهم نورٌ فرفعوا رؤوسهم ، فإذا الربُّ عزَّ وجلَّ قد أشرف عليهم من فوقهم ، فقال : السلام عليكم يا أهل الجنة ، فذلك قوله : { سَلاَمٌ قَوْلاً مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } ، فينظر إليهم وينظرون إليه ، فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم فيبقى نورُه وبركتهُ عليهم في ديارهم " . وقيل : تسلم عليهم الملائكة من ربهم . قال مقاتل : تدخل الملائكة على أهل الجنة من كل باب يقولون : سلام عليكم يا أهل الجنة من ربكم الرحيم . وقيل : يعطيهم السلامة ، يقول : اسلموا السلامة الأبدية .