Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 59-65)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱمْتَازُواْ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ } ، قال مقاتل : اعتزلوا اليوم من الصالحين . قال أبو العالية : تميزوا . وقال السدي : كونوا على حِدة . وقال الزجاج : انفردوا عن المؤمنين . قال الضحاك : إن لكل كافر في النار بيتاً يدخل ذلك البيت ويُردمُ بابه بالنار فيكون فيه أبد الآبدين ، لا يَرى ولا يُرى . { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰبَنِىۤ ءَادَمَ } ، ألم آمركم يا بني آدم ، { أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَـٰنَ } ، أي : لا تطيعوا الشيطان في معصية الله ، { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } ، ظاهر العداوة . { وَأَنِ ٱعْبُدُونِى } ، أطيعوني ووحدوني ، { هَـٰذَا صِرَٰطٌ مُّسْتَقِيمٌ } . { وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلاًّ كَثيراً } ، قرأ أهل المدينة وعاصم " جِبِلاًّ " بكسر الجيم والباء وتشديد اللام ، وقرأ يعقوب " جُبُلاًّ " بضم الجيم والباء وتشديد اللام ، وقرأ ابن عامر ، وأبو عمرو ، بضم الجيم ساكنة الباء خفيفة ، وقرأ الآخرون بضم الجيم والباء خفيفة ، وكلها لغات ، ومعناها : الخلق والجماعة أي : خلقاً كثيراً ، { أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ } ، ما أتاكم من هلاك الأمم الخالية بطاعة إبليس ، ويقال لهم لمَّا دنوا من النار . { هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ } ، بها في الدنيا . { ٱصْلَوْهَا } ، ادخلوها . { ٱلْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ * ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَٰهِهِمْ وتُكلِّمُنَآ أَيْديهِمْ وتَشهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون } ، هذا حين ينكر الكفار كفرهم وتكذيبهم الرسل , فيختم على أفواههم وتشهد عليهم جوارحهم . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن حفصويه السرخسي ، سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، أخبرنا أبو يزيد حاتم بن محبوب ، أخبرنا عبد الجبار بن العلاء ، أخبرنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : " سأل الناسُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم : فقالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ فقال : " هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحاب " ؟ قالوا : لا ، يا رسول الله . قال : " فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة " ؟ قالوا : لا ، قال : " والذي نفسي بيده لا تضارُّون في رؤية ربكم كما لا تضارُّون في رؤية أحدهما " ، قال : " فيلقى العبد قال فيقول أي عبدي ألم أكرمك ؟ ألم أسوِّدْك ؟ ألم أزوجك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإِبل وأذرك تترأس وتتربع ؟ قال : بلى يا رب قال : فظننت أنك ملاقيّ ؟ قال : لا ، قال : فاليوم أنساك كما نسيتني ، قال : فيلقى الثاني فيقول : ألم أكرمك ، ألم أسوّدْك ، ألم أزوجك ، ألم أسخر لك الخيل والإِبل ، وأتركك تترأس وتتربع ؟ - وقال غيره عن سفيان ترأس وتربع في الموضعين - قال : فيقول : بلى يا رب ، فيقول : فظننت أنك ملاقيّ ؟ فيقول : لا يا رب ، قال : فاليوم أنساك كما نسيتني ، ثم يلقي الثالث ، فيقول ؟ ما أنت ؟ فيقول : أنا عبدك آمنتُ بك ، وبنبيّك وبكتابك ، وصليتُ وصمتُ وتصدقتُ ، ويثني بخير ما استطاع ، قال : فيقال له : ألم نبعث عليك شاهدنا ؟ قال : فيتفكر في نفسه من الذي يشهد عليّ ، فيختم علي فيه ، ويقال لفخذه : أنطقي ، قال : فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بما كان يعمل وذلك المنافق وذلك ليعذر من نفسه ، وذلك الذي سَخِطَ الله عليه " . أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أخبرنا جدي أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز ، أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدّبْري ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا مَعْمَر ، عن بهز بن حكيم بن معاوية ، عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم تدعون فيفدم على أفواهكم بالفدام فأول ما يسأل عن أحدكم فخذه وكفه " . أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، أخبرنا مسلم بن الحجاج ، أخبرنا أبو بكر بن أبي النضر ، حدثني هاشم بن القاسم ، أخبرنا عبد الله الأشجعي ، عن سفيان الثوري ، عن عبيد المكتب ، عن فضيل ، عن الشعبي ، عن أنس بن مالك قال : " كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال : " هل تدرون مِمَّ أضحك " ؟ قال : قلنا اللهُ ورسولُهُ أعلم ، قال : " من مخاطبة العبدِ ربَّه " ، يقول : يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ قال : فيقول بلى ، قال : فيقول : فإني لا أجير على نفسي إلا شاهداً مني ، قال : فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيداً وبالكرام الكاتبين شهوداً ، قال : فيختم على فيه ، فيقال لأركانه : انطقي ، قال : فتنطق بأعماله ، قال : ثم يُخَلّى بينه وبين الكلام ، فيقول : بُعداً لَكُنَّ وسحقاً فَعَنْكنّ كنتُ أناضل " .