Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 104-107)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَنَـٰدَيْنَـٰهُ } ، الواو في " وناديناه " مقحمة صلة ، مجازه : ناديناه كقوله : { وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَةِ ٱلْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ } [ يوسف : 15 ] ، أي : أوحينا إليه ، فنودي من الجبل ، { أَن يٰإِبْرَٰهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ } ، تمّ الكلام هاهنا ثم ابتدأ فقال : { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } ، والمعنى : إنا كما عفونا إبراهيم عن ذبح ولده نجزي من أحسن في طاعتنا ، قال مقاتل : جزاه الله بإحسانه في طاعته العفو عن ذبح ابنه . { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ } ، الاختبار الظاهر حيث اختبره بذبح ابنه . وقال مقاتل : البلاء هاهنا النعمة ، وهي أن فدي ابنه بالكبش . فإن قيل : كيف قال : قد صدقت الرؤيا ، وكان قد رأى الذبح ولم يذبح ؟ . قيل : جعله مصدقاً لأنه قد أتى بما أمكنه ، والمطلوب إسلامهما لأمر الله تعالى وقد فعلا . وقيل : كان قد رأى في النوم معاجلة الذبح ولم ير إراقة الدم ، وقد فعل في اليقظة ما رأى في النوم ، فلذلك قال له : " قد صدقت الرؤيا " . { وَفَدَيْنَـٰهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ } ، فنظر إبراهيم فإذا هو بجبريل ومعه كبش أملح أقرن ، فقال : هذا فداء لابنك فاذبحه دونه ، فكبّر جبريل ، وكبّر الكبش ، وكبّر ابنه ، فأخذ إبراهيم الكبش فأتى به المنحر من منى فذبحه . قال أكثر المفسرين : كان ذلك الكبش رعى في الجنة أربعين خريفاً . وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : الكبش الذي ذبحه إبراهيم هو الذي قربه ابن آدم هابيل . قال سعيد بن جبير : حقَّ له أن يكون عظيماً . قال مجاهد : سماه عظيماً لأنه متقبل . وقال الحسين بن الفضل : لأنه كان من عند الله . وقيل : عظيم في الشخص . وقيل : في الثواب . وقال الحسن : ما فدي إسماعيل إلا بتيس من الأروى أُهبط عليه من ثبير .