Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 157-164)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَأْتُواْ بِكِتَـٰبِكُمْ } ، الذي لكم فيه حجة ، { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } ، في قولكم . { وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ نَسَباً } . قال مجاهد وقتادة : أراد بالجِنّة : الملائكة ، سُمّوا جِنّة لاجتنانهم عن الأبصار . وقال ابن عباس : حي من الملائكة يقال لهم الجن ، ومنهم إبليس ، قالوا : هم بنات الله . وقال الكلبي : قالوا - لعنهم الله - بل تزوج من الجن فخرج منها الملائكة ، تعالى الله عن ذلك ، وقد كان زعم بعض قريش أن الملائكة بنات الله ، تعالى الله ، فقال أبو بكر الصديق : فمن أمهاتهم ؟ قالوا : سروات الجن . وقال الحسن : معنى النسب أنهم أشركوا الشياطين في عبادة الله ، { وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ } ، يعني قائلي هذا القول ، { لَمُحْضَرُونَ } ، في النار ، ثم نزه نفسه عمّا قالوا فقال : { سُبْحَـٰنَ ٱللهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلاَّ عِبَادَ ٱللهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } ، هذا استثناء من المحضرين ، أي : أنهم لا يحضرون . قوله عزّ وجلّ : { فَإنَّكُمْ } ، يقول لأهل مكة : { وَمَا تَعْبُدُونَ } ، من الأصنام . { مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ } ، على ما تعبدون ، { بِفَـٰتِنِينَ } ، بمضلين أحداً . { إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ } , إلا من قدَّر الله أنه سيدخل النار ، أي : سبق له في علم الله الشقاوة . قوله عزّ وجلّ : { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } , يقول جبرائيل للنبي صلى الله عليه وسلم وما منا معشر الملائكة إلا له مقام معلوم , أي : ما منا ملك إلا له مقام معلوم في السموات يعبد الله فيه . قال ابن عباس : ما في السموات موضع شبر إلاَّ وعليه ملك يصلي أو يسبح . وروينا عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أطَّت السماءُ ، وحقَّ لها أن تئط ، والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربعة أصابع إلاّ وملك واضع جبهته ساجداً لله " . قال السدي : إلا له مقام معلوم في القربة والمشاهدة . وقال أبو بكر الوراق : إلاَّ له مقام معلوم يعبد الله عليه ، كالخوف والرجاء والمحبة والرضا .