Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 3-6)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَٱلتَّـٰلِيَـٰتِ ذِكْراً } ، هم الملائكة يتلون ذكر الله عزّ وجلّ . وقيل : هم جماعة قراء القرآن ، وهذا كله قسم أقسم الله تعالى به ، وموضع القسم قوله : { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } ، وقيل : فيه إضمار ، أي : وربِّ الصافات والزاجرات والتاليات ، وذلك أن كفار مكة قالوا : { أَجَعَلَ ٱلاَْلِهَةَ إِلَـٰهاً وَٰحِداً } ؟ فأقسم الله بهؤلاء : { إِنَّ إِلَـٰهَكُمْ لَوَاحِدٌ } . { رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ ٱلْمَشَـٰرِقِ } ، أي مطالع الشمس قيل : أراد به المشارق والمغارب ، كما قال في موضع آخر { فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ ٱلْمَشَـٰرِقِ وَٱلْمَغَـٰرِبِ } [ المعارج : 40 ] . فإن قيل : قد قال في موضع : { برَبِّ ٱلْمَشَـٰرِقِ وَٱلْمَغَـٰرِبِ } وقال في موضع : { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } [ الرحمن : 17 ] وقال في موضع : { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } [ المزمل : 9 ] ، فكيف وجه التوفيق بين هذه الآيات ؟ قيل : أما قوله : { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ } ، أراد به الجهة ، فالمشرق جهة والمغرب جهة . وقوله : { رَبُّ ٱلْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ ٱلْمَغْرِبَيْنِ } أراد : مشرق الشتاء ومشرق الصيف ، وأراد بالمغربين : مغرب الشتاء ومغرب الصيف . وقوله : { بِرَبِّ ٱلْمَشَـٰرِقِ وَٱلْمَغَـٰرِبِ } ، أراد الله تعالى خلق للشمس ثلاثمائة وستين كوة في المشرق ، وثلاثمائة وستين كوة في المغرب ، على عدد أيام السنة ، تطلع الشمس كل يوم من كوة منها ، وتغرب في كوة منها ، لا ترجع إلى الكوة التي تطلع منها إلى ذلك اليوم من العام المقبل ، فهي المشارق والمغارب ، وقيل : كل موضع شرقت عليه الشمس فهو مشرق ، وكل موضع غربت عليه الشمس فهو مغرب ، كأنه أراد ربَّ جميع ما أشرقت عليه الشمس وغربت . { إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِزِينَةٍ ٱلْكَوَٰكِبِ } ، قرأ عاصم ، برواية أبي بكر : " بزينة " منونة ، " الكواكبَ " نصب ، أي : بتزييننا الكواكب ، وقرأ حمزة ، وحفص : " بزينةٍ " منونة " الكواكبِ " خفضاً على البدل ، أي بزينة بالكواكب ، أي زيناها بالكواكب . وقرأ الآخرون : " بزينةِ الكواكب " ، بلا تنوين على الإضافة . قال ابن عباس : بضوء الكواكب .