Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 7-11)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَحِفْظاً } , أي : حفظناها حفظاً { مِّن كُلِّ شَيْطَـٰنٍ مَّارِدٍ } ، متمرد يرمون بها . { لاَّ يَسَّمَّعُونَ } ، قرأ حمزة ، والكسائي ، وحفص : " يَسَّمَّعون " بتشديد السين والميم ، أي : لا يتسمعون ، فأدغمت التاء في السين ، وقرأ الآخرون بسكون السين خفيف الميم ، { إِلَىٰ ٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } ، أي : إلى الكتبة من الملائكة . و " الملأ الأعلى " هم الملائكة لأنهم في السماء ، ومعناه : أنهم لا يستطيعون الاستماع إلى الملأ الأعلى ، { وَيُقْذَفُونَ } ، يرمون ، { مِن كُلِّ جَانِبٍ } ، من آفاق السماء بالشهب . { دُحُوراً } ، يبعدونهم عن مجالس الملائكة ، يقال : دحره دحراً ودحوراً ، إذا طرده وأبعده ، { وَلَهُمْ عَذابٌ وَاصِبٌ } ، دائم ، قال مقاتل : دائم إلى النفخة الأولى ، لأنهم يحرقون ويتخبلون . { إِلاَّ مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ } ، اختلس الكلمة من كلام الملائكة مسارقة ، { فَأَتْبَعَهُ } ، لحقه ، { شِهَابٌ ثَاقِبٌ } ، كوكب مضيء قوي لا يخطئه يقتله ، أو يحرقه أو يُخبله ، وإنما يعودون إلى استراق السمع مع علمهم بأنهم لا يصلون إليه طمعاً في السلامة ونيل المراد ، كراكب البحر ، قال عطاء : سمي النجم الذي يرمى به الشياطين ثاقباً لأنه يثقبهم . { فَٱسْتَفْتِهِمْ } ، يعني سلهم ، يعني : أهل مكة ، { أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَآ } ، يعني : من السموات والأرض والجبال ، وهذا استفهام بمعنى التقرير ، أي : هذه الأشياء أشد خلقاً كما قال : { لَخَلْقُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ } [ غافر : 57 ] ، وقال : { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } [ النازعات : 27 ] . وقيل : { أَم مَّن خَلَقنَآ } يعني : من الأمم الخالية ، لأن " من " يذكر فيمن يعقل ، يقول : إن هؤلاء ليسوا بأحكم خلقاً من غيرهم من الأمم ، وقد أهلكناهم بذنوبهم ، فما الذي يؤمن هؤلاء من العذاب ؟ ثم ذكر خلق الإنسان ، فقال : { إِنَّا خَلَقْنَـٰهُم مِّن طِينٍ لاَّزِبٍ } ، يعني : جيد حُرٍّ لاصق يعلق باليد ، ومعناه : اللازم ، أبدل الميم باءً كأنه يلزم اليد . وقال مجاهد والضحاك : منتن .