Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 1-2)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ صۤ } قيل : هو قسم ، وقيل : اسم السورة كما ذكرنا في سائر حروف التهجي في أوائل السور . وقال محمد بن كعب القرظي : " صۤ " مفتاح اسم الصمد ، وصادق الوعد . وقال الضحاك : معناه صدق الله . وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما : صدق محمد صلى الله عليه وسلم . { وَٱلْقُرْءَانِ ذِى } ، أي ذي البيان ، قال ابن عباس ومقاتل . وقال الضحاك : ذي الشرف ، دليله قوله تعالى : { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } [ الزخرف : 44 ] ، وهو قسم . واختلفوا في جواب القسم ، قيل : جوابه قد تقدم ، وهو قوله " صۤ " أقسم الله تعالى بالقرآن أن محمداً قد صدق . وقال الفراء : " صۤ " معناها : وجب وحق ، وهو جواب قوله : " والقرآن " ، كما تقول : نزل الله . وقيل : جواب القسم محذوف تقديره : والقرآن ذي الذكر ما الأمر كما يقول الكفار ، ودلّ على هذا المحذوف . قوله تعالى : { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } . قال قتادة : موضع القسم قوله : { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، كما قال : { وَٱلْقُرْءَانِ ٱلْمَجِيدِ * بَلْ عَجِبُوۤاْ } [ ق : 1 - 2 ] . وقيل : فيه تقديم وتأخير ، تقديره : بل الذين كفروا ، { فِى عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } ، والقرآن ذي الذكر . وقال الأخفش : جوابه قوله تعالى : { إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرٌّسُلَ } [ ص : 14 ] ، كقوله : { تَٱللهِ إِن كُنَّا } [ الشعراء : 97 ] ، وقوله : { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ … إِن كُلُّ نَفْسٍ } [ الطارق : 1 - 4 ] وقيل : جوابه قوله : { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا } [ ص : 54 ] . وقال الكسائي : قوله : { إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ } [ ص : 64 ] ، وهذا ضعيف لأنه تخلل بين هذا القسم وبين الجواب أقاصيص وأخبار كثيرة . وقال القتيبي : بل لتدارك كلام ونفي آخر ، ومجاز الآية : إن الله أقسم بـ صۤ والقرآن ذي الذكر أن الذين كفروا من أهل مكة في عزة حمية جاهلية وتكبر عن الحق وشقاق وخلاف وعداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم . وقال مجاهد : " في عزة " معازِّين .