Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 3-3)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ } ، يعني : من الأمم الخالية ، { فَنَادَواْ } ، استغاثوا عند نزول العذاب وحلول النقمة ، { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } ، قوة ولا فرار ، و " المناص " مصدر ناص ينوص ، وهو الفوت والتأخر ، يقال : ناص ينوص إذا تأخر ، وباص يبوص إذا تقدم ، و " لات " بمعنى ليس بلغة أهل اليمن . وقال النحويون : هي " لا " ، زِيدَتْ فيها التاء ، كقولهم : رُبَّ ورُبَّتْ وتمّ وثمّتْ ، وأصلها هاء وصلت بلا ، فقالوا : " لاَةَ " ، كما قالوا : ثمة ، فجعلوها في الوصل تاء ، والوقف عليها بالتاء عند الزجاج ، وعند الكسائي بالهاء : ولاة . ذهب جماعة إلى أن التاء زيدت في " حين " ، والوقف على " ولا " ، ثم يبتدئ : " تَحِيْنَ " ، وهو اختيار أبي عبيدة ، وقال : كذلك وجدت في مصحف عثمان ، وهذا كقول أبي وَجْرَةَ السعديِّ : @ العَاطِفُونَ تَحِيْنُ ما من عاطفٍ والمُطعِمُونَ زمانَ مَا مِنْ مُطْعِمِ @@ وفي حديث ابن عمر ، وسأله رجل عن عثمان ، فذكر مناقبه ثم قال : اذهب بها تلان إلى أصحابك ، يريد : الآن . قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان كفار مكة إذا قاتلوا فاضطروا في الحرب ، قال بعضهم لبعض : مناص ، أي : اهربوا وخذوا حذركم ، فلما نزل بهم العذاب ببدر قالوا : مناص ، فأنزل الله تعالى : { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاص } أي ليس حين هذا القول .