Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 29-31)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كِتَـٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ إِلَيْكَ } ، أي : هذا الكتاب أنزلناه إليك ، { مُبَـٰرَكٌ } ، كثير خيره ونفعه ، { لِّيَدَّبَّرُوۤاْ } ، أي ليتدبروا ، { آيَاتِهِ } ، وليتفكروا فيها ، وقرأ أبو جعفر " لتدبروا " بتاء واحدة وتخفيف الدال ، قال الحسن : تدبر آياته اتباعه ، { وَلِيَتَذَكَّرَ } ، ليتعظ ، { أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ } . قوله عزّ وجلّ : { وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَـٰنَ نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِٱلْعَشِىِّ ٱلصَّـٰفِنَـٰتُ ٱلْجِيَادُ } . قال الكلبي : غزا سليمان أهل دمشق ونصيبين ، فأصاب منهم ألف فرس . وقال مقاتل : وورث من أبيه داود ألف فرس . وقال عوف عن الحسن : بلغني أنها كانت خيلاً أخرجت من البحر لها أجنحة . قالوا : فصلى سليمان الصلاة الأولى ، وقعد على كرسيه وهي تعرض عليه ، فعرضت عليه تسعمائة ، فتنبه لصلاة العصر فإذا الشمس قد غربت ، وفاتته الصلاة ، ولم يُعلم بذلك فاغتم لذلك هيبةً لله ، فقال : ردّوها عليّ ، فردوها عليه ، فأقبل يضرب سوقها وأعناقها بالسيف تقرباً إلى الله عزّ وجلّ ، وطلباً لمرضاته ، حيث اشتغل بها عن طاعته ، وكان ذلك مباحاً له وإن كان حراماً علينا ، كما أبيح لنا ذبح بهيمة الأنعام ، وبقي منها مائة فرس ، فما بقي في أيدي الناس اليوم من الخيل يقال من نسل تلك المائة . قال الحسن : فلما عقر الخيل أبدله الله عز وجل خيراً منها وأسرع ، وهي الريح تجري بأمره كيف يشاء . وقال إبراهيم التيمي : كانت عشرين فرساً . وعن عكرمة : كانت عشرين ألف فرس ، لها أجنحة . قال الله تعالى : { إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِٱلْعَشِىِّ ٱلصَّـٰفِنَـٰتُ ٱلْجِيَادُ } ، و " الصافنات " : هي الخيل القائمة على ثلاث قوائم وأقامت واحدة على طرف الحافر من يدٍ أو رجلٍ ، يقال : صفن الفرس يصفن صفوناً : إذا قام على ثلاثة قوائم ، وقلب أحد حوافره . وقيل : الصافن في اللغة القائم . وجاء في الحديث : " من سرّه أن يقوم له الرجال صفوناً فليتبوأ مقعده من النار " أي قياماً . والجياد : الخيار السراع ، واحدها جواد . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : يريد الخيل السوابق .