Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 23-23)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { ٱللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَـٰباً مُّتَشَـٰبِهاً } ، يشبه بعضه بعضاً في الحسن ، ويصدق بعضه بعضاً ليس فيه تناقض ولا اختلاف . { مَّثَانِيَ } ، يُثنّى فيه ذكر الوعد والوعيد ، والأمر والنهي ، والأخبار والأحكام ، { تَقْشَعِرُّ } ، تضطرب وتشمئز ، { مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } ، والاقشعرار تغير في جلد الإِنسان عند الوجل والخوف ، وقيل : المراد من الجلود والقلوب ، أي : قلوب الذين يخشون ربهم ، { ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللهِ } ، أي : لذكر الله ، أي : إذا ذكرت آيات العذاب اقشعرت جلود الخائفين لله ، وإذا ذكرت آيات الرحمة لانت وسكنت قلوبهم ، كما قال الله تعالى : { أَلاَ بِذِكْرِ ٱللهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } [ الرعد : 28 ] . وحقيقة المعنى : أن قلوبهم تقشعر عند الخوف ، وتلين عند الرجاء . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني الحسين بن محمد ، حدثنا موسى بن محمد بن علي ، حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل ، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يزيد بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أم كلثوم بنت العباس ، عن العباس بن عبد المطلب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا اقشعَر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبُه كما يتحاتَّ عن الشجرة اليابسة ورقُها " . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني الحسين بن محمد ، حدثنا أحمد بن جعفر ابن حمدان ، حدثنا موسى بن إسحاق الأنصاري ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا الليث بن سعد ، حدثنا يزيد بن عبد الله بن الهاد بهذا الإِسناد ، وقال : " إذا اقشعرّ جلد العبد من خشية الله حرّمه الله على النار " . قال قتادة : هذا نعت أولياء الله نعتهم الله بأن تقشعر جلودهم وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ولم ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم ، إنما ذلك في أهل البدع ، وهو من الشيطان . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه ، حدثنا ابن شيبة ، حدثنا حمدان بن داود ، حدثنا سلمة بن شيبة ، حدثنا خلف بن سلمة ، حدثنا هشيم عن حصين عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال : قلت لجدتي أسماء بنت أبي بكر : كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون إذا قُرئ عليهم القرآن ؟ قالت : كانوا كما نعتهم الله عزّ وجلّ تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم ، قال فقلت لها : إنّ ناساً اليوم إذا قرئ عليهم القرآن خرّ أحدهم مغشياً عليه ، فقالت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . وبه عن سليمان بن سلمة حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي أن ابن عمر : مرّ برجل من أهل العراق ساقطاً فقال : ما بال هذا ؟ قالوا : إنه إذا قُرئ عليه القرآن أو سمع ذكر الله سقط ، قال ابن عمر : إنّا لنخشى الله وما نسقط ! وقال ابن عمر : إن الشيطان ليدخل في جوف أحدهم ، ما كان هذا صنيع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وذُكر عند ابن سيرين : الذين يصرعون إذ قرئ عليهم القرآن ، فقال : بيننا وبينهم أن يقعد أحدهم على ظهر بيت باسطاً رجليه ثم يُقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره ، فإن رمى بنفسه فهو صادق . { ذَلِكَ } ، يعني : أحسن الحديث ، { هُدَى ٱللهِ يَهْدِى بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } .