Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 131-132)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } عبيداً ومُلكاً { وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ } ، يعني : أهل التوراة والإِنجيل وسائر الأمم المتقدمة في كتبهم ، { وَإِيَّـٰكُمْ } أهل القرآن في كتابكم ، { أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أي : وحّدُوا اللَّهَ وأطيعوه ، { وَإِن تَكْفُرُواْ } ، بما أوصاكم الله به { فَإِنَّ للَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ } ، قيل : فإن لله ملائكة في السموات والأرض هم أطوع له منكم ، { وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيّاً } ، عن جميع خلقه غير محتاج إلى طاعتهم ، { حَمِيداً } محموداً على نعمه . { وَللَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } ، قال عكرمة عن ابن عباس : يعني شهيداً أن فيها عبيداً ، وقيل : دافعاً ومُجيراً . فإن قيل : فأي فائدة في تكرار قوله تعالى { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } ؟ قيل : لكلِّ واحد منهما وجه ، أمّا الأول : فمعناه لله ما في السموات وما في الأرض وهو يُوصيكم بالتقوى فاقبلوا وصيتَه ، وأمّا الثاني فيقول : فإن لله ما في السموات وما في الأرض وكان الله غنياً أي : هو الغني وله الملك فاطلبوا منه ما تطلبون ، وأمّا الثالث فيقول : { وَللَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } أي : له الملك فاتخذوه وكيلاً ولا تتوكلوا على غيره .