Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 150-153)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } الآية ، نزلت في اليهود ، وذلك أنهم آمنوا بموسى عليه السلام والتوراة وعُزير ، وكفروا بعيسى والإِنجيل وبمحمد والقرآن ، { وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلاً } ، أي : ديناً بين اليهودية والإِسلام ومذهباً يذهبون إليه . { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً } ، حقق كفرهم ليعلم أن الكفر ببعضهم كالكفر بجميعهم { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَـٰفِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً } . { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ } ، كُلّهم { وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } ، يعني : بين الرُّسل وهم المؤمنون ، يقولون : لا نُفرِّق بين أحدٍ من رسله ، { أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } ، بإيمانهم بالله وكتبه ورسله ، قرأ حفص عن عاصم { يُؤْتِيهِمْ } بالياء ، أي : ( يؤتيهم الله ) ، والباقون بالنون { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } . قوله تعالى : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } الآية ، وذلك أنّ كعب بن الأشرف وفنحاص بن عازوراء من اليهود قالا لرسول الله صلّى الله عليه وسلم : إنْ كنتَ نبياً فأتِنا بكتاب جملةً من السماء ، كما أتى به موسى عليه السلام ، فأنزل الله عليه : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } . وكان هذا السؤال منهم سؤال تحكّم واقتراح ، لا سؤال انقياد ، والله تعالى لا ينزل الآيات على اقتراح العباد . قوله : { فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ } أي : أعظم من ذلك ، يعني : السبعين الذين خرج بهم موسى عليه السلام إلى الجبل ، { فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً } أي : عياناً ، قال أبو عُبيدة : معناه قالوا جهرة إرِنَا الله ، { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّـٰعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ } ، يعني إلهاً ، { مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَـٰتُ فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ } ، ولم نستأصلهم ، قيل : هذا استدعاء إلى التوبة ، معناه : أن أولئك الذين أجرموا تابوا فعفونا عنهم ، فتُوبوا أنتم حتى نعفوَ عنكم ، { وَءَاتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَـٰناً مُّبِيناً } ، أي : حجةً بينةً من المعجزات ، وهي الآيات التسع .