Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 154-158)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ٱدْخُلُواْ ٱلْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي ٱلسَّبْتِ } قرأ أهل المدينة بتشديد الدال وفتح العين نافع برواية ورش ويجزمها الآخرون ، ومعناه : لا تعتدوا ولا تظلموا باصطياد الحيتان فيه ، { وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَـٰقاً غَلِيظاً } . قوله تعالى : { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِّيثَاقَهُمْ } ، أي : فبنقضهم ، و « ما » صلة كقوله تعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } [ آل عمران : 159 ] ، ونحوها ، { وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ ٱللَّهِ وَقَتْلِهِمُ ٱلأَنْبِيَآءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ } ، أي : ختم عليها ، { فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } ، يعني : ممن كذّب الرُّسلَ لا ممن طُبعَ على قلبه ، لأنّ من طبعَ اللّهُ على قلبه لا يُؤمن أبداً ، وأراد بالقليل : عبدَ الله بن سلام وأصحابه ، وقيل : معناه لا يُؤمنون قليلاً ولا كثيراً . { وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً } ، حين رموها بالزنا . { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ } وذلك أنّ الله تعالى ألقى شَبهَ عيسى عليه السَّلام على الذي دلّ اليهودَ عليه ، وقيل : إنهم حبسوا عيسى عليه السلام في بيت وجعلوا عليه رقيباً فألقَى الله تعالى شبه عيسى عليه السلام على الرقيب فقتلوه ، وقيل غير ذلك ، كما ذكرنا في سورة آل عمران . قوله تبارك وتعالى : { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } ، في قتله ، { لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ } ، أي : في قتله ، قال الكلبي : اختلافهم فيه هو أن اليهود قالتْ نحْنُ قتلناه ، وقالت طائفة من النصارى نحن قتلناه ، وقالت طائفة منهم ما قتله هؤلاء ولا هؤلاء بل رفعه الله إلى السماء ، ونحن ننظر إليه ، وقيل : كان الله تعالى ألقى شَبه وجه عيسى عليه السلام على وجه صطيافوس ولم يلقه على جسده ، فاختلفوا فيه فقال بعضهم قتلنا عيسى ، فإن الوجه وجه عيسى عليه السلام وقال بعضهم لم نقتله لأن جسده ليس جسد عيسى عليه السلام ، فاختلفوا . قال السدي : اختلافهم من حيث أنّهم قالوا : إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا ؟ وإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى ؟ قال الله تعالى : { مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ } ، من حقيقة أنه قتل أو لم يُقتل ، { إِلاَّ ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ } ، لكنهم يتبعون الظنّ في قتله . قال الله جل جلاله : { وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } ، أي : ( ما قتلوا عيسى يقيناً ) { بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ } . وقيل قوله « يقيناً » يرجع إلى ما بعده وقوله « وما قتلوه » كلام تام تقديره : بل رفعه الله إليه يقيناً ، والهاء في « ما قتلوه » كناية عن عيسى عليه السلام ، وقال الفراء رحمه الله : معناه وما قتلوا الذين ظنوا أنه عيسى يقيناً ، ورُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما معناه : ما قتلوا ظنهم يقيناً ، { وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً } منيعاً بالنقمة من اليهود ، { حَكِيماً } حكم باللعنة والغضب عليهم ، فسلّط عليهم ضيطوس بن اسبسيانوس الرومي فقتل منهم مقتلة عظيمة .