Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 17-26)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ } ، يُجزى المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، { لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } . { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ ٱلأَزِفَةِ } ، يعني : يوم القيامة سميت بذلك لأنها قريبة إذ كل ما هو آت قريب ، نظيره قوله عزّ وجلّ : { أَزِفَتِ ٱلأَزِفَةُ } [ النجم : 57 ] ، أي قربت القيامة . { إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ } ، وذلك أنها تزول عن أماكنها من الخوف حتى تصير إلى الحناجر ، فهي لا تعود إلى أماكنها ، ولا هي تخرج من أفواههم فيموتوا ويستريحوا . { كَـٰظِمِينَ } ، مكروبين ممتلئين خوفاً وحزناً ، والكظم تردد الغيظ والخوف والحزن في القلب حتى يضيق به . { مَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ } ، قريب ينفعهم ، { وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } ، فيشفع فيهم . { يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ } ، أي : خيانتها وهي مسارقة النظر إلى ما لا يحل . قال مجاهد : وهو نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه . { وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ } . { وَٱللهُ يَقْضِى بِٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ } ، يعني الأوثان ، { لاَ يَقْضُونَ بِشَىْءٍ } ، لأنها لا تعلم شيئاً ولا تقدر على شيء . قرأ نافع وابن عامر : " تدعون " ، بالتاء ، وقرأ الآخرون بالياء . { إِنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } . { أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُم قُوَّةً } ، قرأ ابن عامر : " منكم " بالكاف ، وكذلك هو في مصاحفهم ، { وَءَاثَاراً فِى ٱلأَرْضِ } ، فلم ينفعهم ذلك . { فَأَخَذَهُمُ ٱللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللهِ مِن وَاقٍ } ، يدفع عنهم العذاب . { ذَلِكَ } أي : ذلك العذاب الذي نزل بهم ، { بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ ٱللهُ إِنَّهُ قَوِىٌّ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } . قوله عزّ وجلّ : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَـٰمَـٰنَ وَقََٰرُونَ فَقَالُواْ سَـٰحِرٌ كَـذَّابٌ * فَلَمَّا جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ } ، يعني فرعون وقومه ، { ٱقْتُلُوۤاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ } , قال قتادة : هذا غير القتل الأول ، لأن فرعون كان قد أمسك عن قتل الولدان ، فلما بعث موسى عليه السلام أعاد القتل عليهم ، فمعناه أعيدوا عليهم القتل ، { وَٱسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ } ، ليصدوهم بذلك عن متابعة موسى ومظاهرته ، { وَمَا كَـيْدُ ٱلْكَـٰفِرِينَ } ، وما مكر فرعون وقومه واحتيالهم ، { إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ } ، أي : يذهب كيدهم باطلاً ، ويحيق بهم ما يريده الله عزّ وجلّ . { وَقَالَ فِرْعَوْنُ } , لملئه ، { ذَرُونِىۤ أَقْتُلْ مُوسَىٰ } ، وإنما قال هذا لأنه كان في خاصة قوم فرعون من يمنعه من قتله خوفاً من الهلاك ، { وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } ، أي : وليدع موسى ربه الذي يزعم أنه أرسله إلينا فيمنعه منا ، { إِنِّىۤ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ } يغير ، { دِينَكُـمْ } ، الذي أنتم عليه ، { أَوْ أَن يُظْهِرَ فِى ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ } ، قرأ يعقوب وأهل الكوفة " أَوْ أَن يظهر " ، وقرأ الآخرون " وأَن يظهَر " ، وقرأ أهل المدينة والبصرة وحفص " يُظهِر " بضم الياء وكسر الهاء على التعدية ، { ٱلْفَسَادَ } نصب لقوله : { أَن يبدل دينكم } ، حتى يكون الفعلان على نسق واحد ، وقرأ الآخرون بفتح الياء والهاء على اللزوم ، " الفسادُ " ، رفع وأراد بالفساد تبديل الدين وعبادة غيره .