Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 12-16)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الله تعالى : { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ ٱللهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ } ، فيه متروك استغني عنه لدلالة الظاهر عليه ، مجازه : فأُجيبوا أن لا سبيل إلى ذلك ، وهذا العذاب والخلود في النار بأنكم إذا دعي الله وحده كفرتم ، أي إذا قيل لا إله إلا الله [ كفرتم ] ، وقلتم : { أَجَعَلَ ٱلأَلِهَةَ إِلَـٰهاً وَٰحِداً } [ ص : 5 ] ، { وَإِن يُشْرَكْ بِهِ } ، غيره { تُؤْمِنُواْ } ، تصدقوا ذلك الشرك ، { فَٱلْحُكْمُ للهِ ٱلْعَلِـىِّ ٱلْكَبِيرِ } . الذي لا أعلى منه ولا أكبر . { هُوَ ٱلَّذِى يُرِيكُمْ ءَايَـٰتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً } ، يعني : المطر الذي هو سبب الأرزاق ، { وَمَا يَتَذَكَّرُ } ، وما يتعظ بهذه الآيات ، { إِلاَّ مَن يُنِيبُ } ، يرجع إلى الله تعالى في جميع أموره . { فَٱدْعُواْ ٱللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } ، الطاعة والعبادة . { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ } . { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَـٰتِ } ، رافع درجات الأنبياء والأولياء في الجنة ، { ذُو ٱلْعَرْشِ } ، خالقه ومالكه ، { يُلْقِى ٱلرُّوحَ } ، ينزل الوحي ، سماه روحاً لأنه تحيا به القلوب كما تحيا الأبدان بالأرواح ، { مِنْ أَمْرِهِ } ، قال ابن عباس : من قضائه . وقيل : من قوله . وقال مقاتل : بأمره . { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ } ، أي : لينذر النبي بالوحي ، { يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } ، وقرأ يعقوب بالتاء أي : لتنذر أنت يا محمد يوم التلاق ، يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض . قال قتادة ومقاتل : يلتقي فيه الخلق والخالق . قال ابن زيد : يتلاقى العباد . وقال ميمون بن مهران : يلتقي الظالم والمظلوم والخصوم . وقيل : يلتقي العابدون والمعبودون . وقيل : يلتقي فيه المرء مع عمله . { يَوْمَ هُم بَـٰرِزُونَ } ، خارجون من قبورهم ظاهرون لا يسترهم شيء ، { لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللهِ مِنْهُمْ } ، من أعمالهم وأحوالهم ، { شَىْءٌ } ، يقول الله تعالى في ذلك اليوم بعد فناء الخلق ، { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } ، فلا أحد يجيبه ، فيجيب نفسه فيقول ، { للهِ ٱلْوَٰحِدِ ٱلْقَهَّارِ } ، الذي قهر الخلق بالموت .