Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 1-4)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { حۤـمۤ } ، قد سبق الكلام في حروف التهجي . قال السدي عن ابن عباس : حۤـمۤ اسم الله الأعظم . وروى عكرمة عنه قال : الۤر ، وحۤـمۤ ، ونون ، حروف " الرحمن " مقطعة . وقال سعيد بن جبير وعطاء الخراساني : الحاء افتتاح أسمائه : حكيم حميد حي حليم حنان ، والميم افتتاح أسمائه : ملك مجيد منان . وقال الضحاك والكسائي : معناه قضى ما هو كائن كأنهما أشارا إلى أن معناه : حُمّ ، بضم الحاء وتشديد الميم ، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر حۤمۤ بكسر الحاء ، والباقون بفتحها . { تَنزِيلُ ٱلْكِتَـٰبِ مِنَ ٱللهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ * غَافِرِ ٱلذَّنبِ } ، ساتر الذنب ، { وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ } ، يعني التوبة ، مصدر تاب يتوب توباً . وقيل : التوب جمع توبة مثل دومة ودَوم وحَومة وحَوم . قال ابن عباس : غافر الذنب لمن قال لا إله إلا الله ، [ وقابل التوب ممن قال لا إله إلا الله ] . { شَدِيدِ ٱلْعِقَابِ } ، لمن لا يقول لا إله إلا الله ، { ذِى ٱلطَّوْلِ } ، ذي الغنى عمن لا يقول لا إله إلا الله . قال مجاهد : " ذي الطول " : ذي السعة والغنى . وقال الحسن : ذو الفضل . وقال قتادة : ذو النعم . وقيل : ذو القدرة . وأصل الطَّول الإِنعام الذي تطول مدته على صاحبه . { لآَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } . { مَا يُجَـٰدِلُ فِىۤ ءَايَـٰتِ ٱللهِ } ، في دفع آيات الله بالتكذيب والإِنكار ، { إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، قال أبو العالية : آيتان ما أشدهما على الذين يجادلون في القرآن : { مَا يُجَـٰدِلُ فِىۤ ءَايَـٰتِ ٱللهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } و { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِى ٱلْكِتَـٰبِ لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ } [ البقرة : 176 ] . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا محمد بن خالد ، أخبرنا داود بن سليمان ، أخبرنا عبد الله بن حميد ، حدثنا الحسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن ليث ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ جدالاً في القرآن كفر " . أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً يتمارون في القرآن ، فقال : " إنما هلك من كان قبلكم بهذا ، ضربوا كتاب الله عز وجل بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضاً ، فلا تكذِّبوا بعضه ببعض ، فما علمتم منه فقولوه ، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه " . قوله تعالى : { فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِى ٱلْبِلاَدِ } ، تصرفهم في البلاد للتجارات وسلامتهم فيها مع كفرهم ، فإن عاقبة أمرهم العذاب ، نظيره قوله عزّ وجلّ : { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى ٱلْبِلَـٰدِ } [ آل عمران : 196 ] .