Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 5-7)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ } ، وهم الكفار الذين تحزبوا على أنبيائهم بالتكذيب من بعد قوم نوح ، { وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ } ، قال ابن عباس : ليقتلوه ويهلكوه . وقيل : ليأسروه . والعرب تسمي الأسير أخيذاً ، { وَجَـٰدَلُواْ بِٱلْبَـٰطِلِ لِيُدْحِضُواْ } ، ليبطلوا ، { بِهِ ٱلْحَقَّ } ، الذي جاء به الرسل ومجادلتهم مثل قولهم : { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } [ إبراهيم : 10 ] ، و { لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ } [ الفرقان : 21 ] ونحو ذلك ، { فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } . { وَكَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } ، يعني : كما حقت كلمة العذاب على الأمم المكذبة حقت ، { عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } ، من قومك ، { أَنَّهُمْ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ } ، قال الأخفش : لأنهم أو بأنهم أصحاب النار . قوله عزّ وجلّ : { ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ } ، حملة العرش والطائفون به وهم الكروبيون ، وهم سادة الملائكة . قال ابن عباس : حملة العرش ما بين كعب أحدهم إلى أسفل قدميه مسيرة خمسمائة عام . ويروى : أن أقدامهم في تخوم الأرضين ، والأرضون والسموات إلى حجزهم ، وهم يقولون : سبحان ذي العزة والجبروت ، سبحان ذي الملك والملكوت ، سبحان الحي الذي لا يموت ، سُبّوحٌ قُدّوسٌ ربُّ الملائكة والروح . وقال ميسرة بن عروبة : أرجلهم في الأرض السفلى ، ورؤوسهم خرقت العرش ، وهم خشوع لا يرفعون طرفهم ، وهم أشد خوفاً من أهل السماء السابعة ، وأهل السماء السابعة أشد خوفاً من أهل السماء التي تليها ، والتي تليها أشد خوفاً من التي تليها . وقال مجاهد : بين الملائكة والعرش سبعون حجاباً من نور . وروى محمد بن المنكدر عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أُذن لي أن أُحدّث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنيه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام " . وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أنه قال : إن ما بين القائمة من قوائم العرش والقائمة الثانية خفقان الطير المسرع ثلاثين ألف عام ، والعرش يُكسى كل يوم سبعين ألف لون من النور ، لا يستطيع أن ينظر إليه خلق من خلق الله ، والأشياء كلها في العرش كحلقة في فلاة . وقال مجاهد : بين السماء السابعة وبين العرش سبعون ألف حجاب من نور ، وحجاب من ظلمة وحجاب نور وحجاب ظلمة . وقال وهب بن منبه : إن حول العرش سبعين ألف صف من الملائكة ، صف خلف صف يطوفون بالعرش ، يقبل هؤلاء ويدبر هؤلاء ، فإذا استقبل بعضهم بعضاً هلّل هؤلاء وكبّر هؤلاء ، ومن ورائهم سبعون ألف صف قيام ، أيديهم إلى أعناقهم قد وضعوها على عواتقهم ، فإذا سمعوا تكبير أولئك وتهليلهم رفعوا أصواتهم ، فقالوا : سبحانك وبحمدك ما أعظمك وأجلَّك أنت الله لا إله غيرك ، أنت الأكبر ، الخلق كلهم لك راجعون ، ومن وراء هؤلاء مائة ألف صف من الملائكة قد وضعو اليمنى على اليسرى ليس منهم أحد إلا وهو يسبح بتحميد لا يسبحه الآخر ، ما بين جناحي أحدهم مسيرة ثلثمائة عام ، وما بين شحمة أذنه إلى عاتقه أربعمائة عام ، واحتجب الله من الملائكة الذين حول العرش بسبعين حجاباً من نار ، وسبعين حجاباً من ظلمة ، وسبعين حجاباً من نور ، وسبعين حجاباً من دُرٍّ أبيض ، وسبعين حجاباً من ياقوت أحمر ، وسبعين حجاباً من ياقوت أصفر ، وسبعين حجاباً من زبرجد أخضر ، وسبعين حجاباً من ثلج ، وسبعين حجاباً من ماء ، وسبعين حجاباً من برد ، وما لا يعلمه إلا الله تعالى . قال : ولكل واحد من حملة العرش ومن حوله أربعة وجوه ، وجه ثور ووجه أسد ووجه نسر ووجه إنسان ، ولكل واحد منهم أربعة أجنحة ، أما جناحان فعلى وجهه مخافة أن ينظر إلى العرش فيصعق ، وأما جناحان فيهفو بهما ، ليس لهم كلام إلا التسبيح والتحميد والتكبير والتمجيد . قوله عزّ وجلّ : { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } ، يصدّقون بأنه واحد لا شريك له . أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أبو منصور السمعاني ، حدثنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد ابن زنجويه ، حدثنا عمر بن عبدالله الرقاشي ، حدثنا جعفر بن سليمان ، حدثنا هارون بن رباب ، حدثنا شهر بن حوشب قال : حملة العرش ثمانية ، فأربعة منهم يقولون : سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على حلمك بعد علمك ، وأربعة منهم يقولون : سبحانك اللهم وبحمدك لك الحمد على عفوك بعد قدرتك ، قال : وكأنهم ينظرون ذنوب بني آدم . قوله عزّ وجلّ : { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَا } ، يعني يقولون ربنا ، { وَسِعْتَ كُـلَّ شَىْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً } ، قيل : نصب على التفسير ، وقيل : على النقل ، أي : وسعت رحمتك وعلمك كل شيء ، { فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ } ، دينك . { وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } ، قال مطرِّف : أَنصح عباد الله للمؤمنين هم الملائكة ، وأغش الخلق للمؤمنين هم الشياطين .