Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 47-57)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِى ٱلنَّـارِ } ، أي : اذكر يا محمد لقومك إذ يختصمون ، يعني أهل النار في النار ، { فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً } ، في الدنيا ، { فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ ٱلنَّارِ } ، والتبع يكون واحداً وجمعاً في قول أهل البصرة ، وواحدة تابع ، وقال أهل الكوفة : هو جمع لا واحد له وجمعه أتباع . { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ إِنَّ ٱللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ * وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِى ٱلنَّارِ } ، حين اشتد عليهم العذاب ، { لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ ٱلْعَذَابِ } . { قَالُوۤاْ } ، يعني خزنة جهنم لهم ، { أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ قَالُواْ بَلَىٰ قَالُواْ فَٱدْعُواْ } ، أنتم إذاً ربكم ، إنا لا ندعو لكم ، لأنهم علموا أنه لا يخفف عنهم العذاب . قال الله تعالى : { وَمَا دُعَاءُ ٱلْكَـٰفِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ } ، أي : يبطل ويضل ولا ينفعهم . قوله عزّ وجلّ : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } ، قال ابن عباس : بالغلبة والقهر . وقال الضحاك : بالحجة ، وفي الآخرة بالعذر . وقيل : بالانتقام من الأعداء في الدنيا والآخرة ، وكل ذلك قد كان للأنبياء والمؤمنين ، فهم منصورون بالحجة على من خالفهم ، وقد نصرهم الله بالقهر على من ناوأهم وإهلاك أعدائهم ، ونصرهم بعد أن قتلوا بالانتقام من أعدائهم ، كما نصر يحيى بن زكريا لما قتل ، قتل به سبعون ألفاً ، فهم منصورون بأحد هذه الوجوه ، { وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ } ، يعني : يوم القيامة يقوم الحفظة من الملائكة يشهدون للرسل بالتبليغ وعلى الكفار بالتكذيب . { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّـٰلِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ } ، إن اعتذروا عن كفرهم لم يقبل منهم ، وإن تابوا لم ينفعهم ، { وَلَهُمُ ٱللَّعْنَةُ } ، البعد من الرحمة ، { وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ } ، يعني جهنم . { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى ٱلْهُدَىٰ } ، قال مقاتل : الهدى من الضلالة ، يعني التوراة ، { وَأَوْرَثْنَا بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ ٱلْكِتَـٰبَ } ، [ التوراة ] . { هُدًى وَذِكْرَىٰ لأُوْلِى ٱلأَلْبَـٰبِ } . { فَٱصْبِرْ } ، يا محمد على أذاهم ، { إِنَّ وَعْدَ ٱللهِ } ، في إظهار دينك وإهلاك أعدائك ، { حَقٌّ } ، قال الكلبي : نسخت آية القتال آية الصبر ، { وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ } ، هذا تعبد من الله ليزيده به درجة وليصير سنة لمن بعده ، { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } ، صلِّ شاكراً لربك ، { بِٱلْعَشِىِّ وَٱلإِبْكَارِ } ، قال الحسن : يعني صلاة العصر وصلاة الفجر . وقال ابن عباس : الصلوات الخمس . { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُجَـٰدِلُونَ فِىۤ ءَايَـٰتِ ٱللهِ بِغَيْرِ سُلْطَـٰنٍ أَتَـٰهُمْ إِن فِى صُدُورِهِمْ } ، ما في قلوبهم ، والصدر موضع القلب ، فكنى به عن القلب لقرب الجوار ، { إِلاَّ كِبْرٌ } ، قال ابن عباس : ما يحملهم على تكذيبك إلاَّ ما في صدورهم من الكبر والعظمة ، { مَّـاهُم بِبَـٰلِغِيهِ } ، قال مجاهد : ما هم ببالغي مقتضى ذلك الكبر ، لأن الله عزّ وجلّ مذلهم . قال ابن قتيبة : إنْ في صدورهم إلا تكبر على محمد صلى الله عليه وسلم ، وطمع في أن يغلبوه وما هم ببالغي ذلك . قال أهل التفسير : نزلت في اليهود ، وذلك أنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن صاحبنا المسيح بن داود - يعنون الدجال - يخرج في آخر الزمان ، فيبلغ سلطانه البر والبحر ، ويرد الملك إلينا ، قال الله تعالى : { فَٱسْتَعِذْ بِٱللَّهِ } ، من فتنة الدجال ، { إِنَّـهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } . { لَخَلْقُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ، مع عظمهما ، { أَكْـبَرُ } ، أعظم في الصدور ، { مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ } ، أي : من إعادتهم بعد الموت ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ } ، يعني الكفار ، { لاَ يَعْلَمُونَ } ، حيث لا يستدلون بذلك على توحيد خالقها . وقال قوم : " أكبر " أي : أعظم من خلق الدجال ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ، يعني اليهود الذي يخاصمون في أمر الدجال . وروي عن هشام بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلقٌ أكبرُ من خلق الدجال " . أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري ، أخبرنا جدي عبدالرحمن البزار ، أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر عن قتادة عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فذُكر الدجال . فقال : " إنَّ بين يديه ثلاثَ سنين : سنة تمسك السماء ثلث قطرها ، والأرض ثلث نباتها ، والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها ، والأرض ثلثي نباتها ، والثالثة تمسك السماء قطرها كله ، والأرض نباتها كله ، فلا يبقى ذات ظلف ولا ذات ضرس من البهائم إلا هلك ، وإنّ من أشد فتنته أنه يأتي الأعرابي فيقول : أرأيتَ إن أحييتُ لك إبلك ألستَ تعلم أني ربُّك ؟ قال : فيقول : بلى ، فيتمثل له نحو إبله كأحسن ما يكون ضروعاً وأعظمه أسنمة ، قال : ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات أبوه فيقول : أرأيتَ إن أحييت لك أباك وأخاك ألستَ تعلم أني ربك ؟ فيقول : بلى ، فيتمثل له الشياطين نحو أبيه ونحو أخيه " قالت : ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته ، ثم رجع والقوم في اهتمام وغمٍّ مما حدثهم ، قالت : فأخذ بلحمتي الباب فقال : مهيم أسماء ؟ فقلت : يا رسول الله لقد خلعت أفئدتنا بذكر الدجال ، قال : " إن يخرج وأنا حيٌّ فأنا حجيجه ، وإلاّ فإن ربي خليفتي على كل مؤمن ، قالت أسماء فقلت : يا رسول الله والله إنا لنعجن عجيناً فما نخبزه حتى نجوع فكيف بالمؤمنين يومئذ ؟ قال : يجزيهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح والتقديس " . وبهذا الإسناد قال : أخبرنا معمر ، عن ابن خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة ، السنة كالشهر ، والشهر كالجمعة ، والجمعة كاليوم ، واليوم كاضطرام السعفة في النار " . أخبرنا أبو سعيد الطاهري ، أخبرنا جدي عبدالصمد بن عبدالرحمن البزار ، أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ، أخبرنا إسحاق الدبري ، حدثنا عبدالرزاق ، أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال فقال : " إني لأنذركموه ، وما من نبي إلا أنذر قومه ، لقد أنذر نوح قومه ، ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه : تعلمون أنه أعور وإن الله ليس بأعور " . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا جويرية عن نافع عن عبدالله قال : ذُكر الدجال عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " إن الله لا يخفى عليكم ، إن الله ليس بأعور ، وأشار بيده إلى عينيه ، وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية " . أخبرنا إسماعيل بن عبدالقاهر الجرجاني ، أخبرنا عبدالغافر بن محمد الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا علي بن حجر ، حدثنا شعيب ابن صفوان عن عبدالملك بن عُمير عن ربعي بن حراش عن عقبة بن عمرو بن مسعود الأنصاري قال : انطلقت معه إلى حذيفة بن اليمان فقال له عقبة : حدثني ما سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدجال ؟ قال : " إن الدجال يخرج وإنَّ معه ماءً وناراً ، فأما الذي يراه الناس ماءً فنارٌ تحرق ، وأما الذي يراه الناس ناراً فماءٌ بارد عَذْبٌ ، فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه ناراً فإنه ماء عذب طيب " فقال عقبة : وأنا قد سمعته تصديقاً لحذيفة . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبدالله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثني إبراهيم بن المنذر ، حدثنا ابن الوليد ، حدثنا ابن عمرو وهو الأوزاعي ، حدثنا إسحاق ، حدثني أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ، ليس من نِقَابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، فيخرج إليه كل كافر ومنافق " . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبدالله الطيسفوني ، أخبرنا عبدالله بن عمر الجوهري ، حدثنا أحمد بن علي الكشميهني ، حدثنا علي بن حجر ، حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يأتي المسيح من قبل المشرق وهمته المدينة ، حتى ينزل دُبُرَ أُحد ، ثم تَصرِفُ الملائكة وجهه قَِبَلَ الشام ، وهناك يهلك " . أخبرنا أبو سعيد الطاهري ، أخبرنا جدي عبد الصمد البزار ، أخبرنا محمد بن زكريا العذافري ، أخبرنا إسحاق الدبري ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يتبع الدجال من أمتي سبعون ألفاً عليهم التِّيجان " ويرويه أبو أُمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مع الدجال يومئذ سبعون ألف يهودي كلهم ذو تاج وسيف محلى " .