Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 19-21)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَجَعَلُواْ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَـٰثاً } ، قرأ أهل الكوفة ، وأبو عمرو { عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ } بالباء والألف بعدها ورفع الدال كقوله تعالى : { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } [ الأنبياء : 26 ] ، وقرأ الآخرون : " عِندَ ٱلرَّحْمَـٰنِ " بالنون ونصب الدال على الظرف ، وتصديقه قوله عزّ وجلّ : { إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ } [ الأعراف : 206 ] الآية : { أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ } ، قرأ أهل المدينة على ما لم يسم فاعله ، وليّن الهمزة الثانية بعد همزة الاستفهام ، أي أحضَرُوا خلقهم ، وقرأ الآخرون بفتح الشين أي أحضَرُوا خلقهم حين خُلقوا ، وهذا كقوله : { أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلَـٰئِكَةَ إِنَـٰثاً وَهُم شَاهِدُون } [ الصافات : 150 ] ، { سَتُكْتَبُ شَهَـٰدَتُهُمْ } ، على الملائكة أنهم بنات الله ، { وَيُسْـئَلُونَ } ، عنها . قال الكلبي ومقاتل : " لما قالوا هذا القول سألهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما يدريكم أنهم إناث ؟ قالوا : سمعنا من آبائنا ونحن نشهد أنهم لم يكذبوا ، فقال الله تعالى : { سَتُكْتَبُ شَهَـٰدَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ } ، عنها في الآخرة " . { وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَا عَبَدْنَـٰهُمْ } ، يعني الملائكة ، قاله قتادة ومقاتل والكلبي ، قال مجاهد : يعني الأوثان ، وإنما لم يعجل عقوبتنا على عبادتنا إياها لرضاه منا بعبادتها . قال الله تعالى : { مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } ، فيما يقولون { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } ما هم إلاّ كاذبون في قولهم : إن الله تعالى رضي منّا بعبادتها ، وقيل : إن هم إلاّ يخرصون في قولهم : إن الملائكة إناث وإنهم بنات الله . { أَمْ ءَاتَيْنَـٰهُمْ كِتَـٰباً مِّن قَبْلِهِ } ، أي من قبل القرآن بأن يعبدوا غير الله ، { فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ } .