Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 1-4)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ حـۤمۤ * وٱلْكِتَـٰبِ ٱلمُبِينِ } , أقسم بالكتاب الذي أبان طريق الهدى من طريق الضلالة ، وأبان ما تحتاج إليه الأمة من الشريعة . { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَاناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } , قوله : " جعلناه " أي : صيّرنا قراءة هذا الكتاب عربياً . وقيل : بينّاه . وقيل : سميناه . وقيل : وصفناه ، يقال : جعل فلان زيداً أعلم الناس ، أي وصفه ، هذا كقوله تعالى : { وَجَعَلُواْ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَـٰثاً } [ الزخرف : 19 ] وقوله : { جَعَلُواْ ٱلْقُرْءَانَ عِضِينَ } [ الحجر : 91 ] ، وقال : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَآجِّ } [ التوبة : 19 ] ، كلها بمعنى الوصف والتسمية . { وَإِنَّهُ } ، يعني القرآن ، { فِىۤ أُمِّ ٱلْكِتَـٰبِ } ، في اللوح المحفوظ . قال قتادة : " أم الكتاب " : أصل الكتاب ، وأم كل شيء : أصله . قال ابن عباس : أول ما خلق الله القلم فأمره أن يكتب بما يريد أن يخلق ، فالكتاب عنده ، ثم قرأ { وَإِنَّهُ فِىۤ أُمِّ ٱلْكِتَـٰبِ لَدَيْنَا } ، فالقرآن مثبت عند الله في اللوح المحفوظ كما قال : { بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } [ البروج : 21 ] . { لَعَلِىٌّ حَكِيمٌ } قال قتادة : يخبر عن منزلته وشرفه ، أي : إن كذبتم بالقرآن يا أهل مكة فإنه عندنا لعليٌّ رفيعٌ شريفٌ محكم من الباطل .