Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 20-20)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } ، فيقال لهم : { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِى حَيَـٰتِكُمُ ٱلدُّنْيَا } ، قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وأبو جعفر ، ويعقوب : " أأذهبتم " ، بالاستفهام ، ويهمز ابن عامر همزتين ، والآخرون بلا استفهام على الخبر ، وكلاهما فصيحان ، لأن العرب تستفهم بالتوبيخ ، وترك الاستفهام فتقول : أذهبت ففعلت كذا ؟ وذهبت ففعلت كذا ؟ { وَٱسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا } ، يقول : أذهبتم طيباتكم يعني اللذات وتمتعتم بها ؟ { فَٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ } ، أي العذاب الذي فيه ذل وخزي ، { بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } ، تتكبرون ، { فِى ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ } ، فلما وبّخ الله الكافرين بالتمتع بالطيبات في الدنيا آثر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والصالحون اجتناب اللذات في الدنيا رجاء ثواب الآخرة . " وروينا عن عمر قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على رمال حصير قد أثر الرِّمَالُ بجنبه ، فقلت : يا رسول الله ادعُ اللهَ فليوسع على أمتك ، فإن فارس والروم قد وسّع عليهم وهم لا يعبدون الله ، فقال : " أولئك قومٌ عجّلوا طيباتهم في الحياة الدنيا " . أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي ، أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا محمد بن المثنى ومحمد ابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدث ، عن الأسود بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم . أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الصفار ، حدثنا أحمد بن المنصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : لقد كان يأتي علينا الشهر ما نُوقد فيه ناراً وما هو إلاّ الماء والتمر ، غير أن جزى الله نساءً من الأنصار خيراً ، كنّ ربما أهدين لنا شيئاً من اللبن . أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني ، أخبرنا أبو القاسم الخزاعي ، أخبرنا الهيثم بن كليب ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي ، حدثنا ثابت بن يزيد ، عن هلال ابن خباب عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً ، وأهله لا يجدون عشاءً ، وكان أكثر خبزهم خبز الشعير . أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني ، أخبرنا أبو القاسم الخزاعي ، أخبرنا الهيثم بن كليب ، حدثنا أبو عيسى ، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، حدثنا روح بن أسلم ، حدثنا أبو حاتم البصري ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أُخفت في الله وما يُخاف أحد ، ولقد أوذيت في الله وما يُؤذى أحد ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين ليلة ويوم ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال " . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا يوسف بن عيسى ، حدثنا ابن فضيل ، عن أبيه ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة أنه قال : لقد رأيتُ سبعين من أصحاب الصُّفَّة ما منهم رجل عليه رِدَاء ، إمّا إزار وإمّا كساء ، قد ربطوا في أعناقهم ، فمنها ما يبلغ نصف الساقين ، ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن تُرى عورته . أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الكشميهني ، حدثنا أبو طاهر محمد بن الحارث ، حدثنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي ، أخبرنا عبد الله بن محمود ، أحبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال ، حدثنا عبد الله بن مبارك ، عن شعبة بن الحجاج ، عن سعد بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم أن عبد الرحمن بن عوف أُتي بطعام وكان صائماً ، فقال : قتل مصعب بن عمير وهو خير منّي فكفن في بردة إن غُطّيَ بها رأسُه بدت رجلاه ، وإن غُطّي بها رجلاه بَدَا رأسُه ، قال : وأراه قال : وقُتل حمزةُ وهو خير منّي . فلم يُوجد ما يُكفّن فيه إلا بردة ، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط ، أو قال أُعطينا من الدنيا ما أُعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجّلت لنا ، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام . وقال جابر بن عبد الله : رأى عمر بن الخطاب لحماً معلقاً في يدي ، فقال : ما هذا يا جابر ؟ قلت : اشتهيتُ لحماً فاشتريته ، فقال عمر : أوَكلما اشتهيت شيئاً يا جابر اشتريت ، أما تخاف هذه الآية : { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَـٰتِكُمْ فِى حَيَـٰتِكُمُ ٱلدُنيا } .