Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 19-19)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { فَٱعْلَمْ أَنَّهُ لآ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللهُ } ، قيل : الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره ، وقيل : معناه فاثبتْ عليه . وقال الحسين بن الفضل : فازددْ علماً على علمك . وقال أبو العالية وابن عيينة : هو متصل بما قبله معناه : إذا جاءتهم الساعة فاعلم أنه لا ملجأ ولا مفزع عند قيامها إلاّ إلى الله . وقيل فاعلمْ أنه لا إله إلا الله ، أن الممالك تبطل عند قيامها ، فلا ملك ولا حكم لأحد إلا الله . { وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ } ، أمر بالاستغفار مع أنه مغفور له لتستنَّ به أمته . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور السمعاني ، أخبرنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أبي بردة ، عن الأغر المزني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه ليغان على قلبي ، وإنّي لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة " . قوله عزّ وجلّ : { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ } ، هذا إكرام من الله تعالى لهذه الأمة حيث أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لذنوبهم وهو الشفيع المجاب فيهم ، { وَٱللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ } ، قال ابن عباس والضحاك : " متقلبكم " متصرفكم ومنتشركم في أعمالكم في الدنيا ، " ومثواكم " مصيركم في الآخرة إلى الجنة أو إلى النار . وقال مقاتل وابن جرير : " متقلبكم " منصرفكم لأشغالكم بالنهار ، " ومثواكم " مأواكم إلى مضاجعكم بالليل . وقال عكرمة : " متقلبكم " من أصلاب الآباء إلى أرحام الأمهات . " ومثواكم " مقامكم في الأرض . وقال ابن كيسان : " متقلبكم " من ظهر إلى بطن ، " ومثواكم " مقامكم في القبور . والمعنى : أنه عالم بجميع أحوالكم فلا يخفى عليه شيء منها .