Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 26-29)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ } ، حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت ، ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وأنكروا محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحمية : الأنفة ، يقال : فلان ذو حمية إذا كان ذا غضب وأنفة . قال مقاتل : قال أهل مكة : قد قتلوا أبناءنا وإخواننا ثم يدخلون علينا ، فتتحدث العرب أنهم دخلوا علينا على رغم أنفنا ، واللات والعزى لا يدخلونها علينا ، فهذه { حَمِيَّةَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ } ، التي دخلت قلوبهم . { فَأَنزَلَ ٱللهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، حتى لم يدخلهم ما دخلهم من الحمية فيعصوا الله في قتالهم ، { وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ } . قال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، وعكرمة ، والسدي ، وابن زيد ، وأكثر المفسرين : كلمة التقوى " لا إله إلا الله " . وروي عن أُبي بن كعب مرفوعاً . وقال علي وابن عمر : " كلمة التقوى " لا إله إلا الله والله أكبر . وقال عطاء بن أبي رباح : هي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . وقال عطاء الخراساني : هي لا إله إلا الله محمد رسول الله . وقال الزهري : هي بسم الله الرحيم الرحيم . { وَكَانُوۤاْ أَحَقَّ بِهَا } ، من كفار مكة ، { وَأَهْلَهَا } ، أي وكانوا أهلها في علم الله ، لأن الله تعالى اختار لدينه وصحبة نبيه أهل الخير ، { وَكَانَ ٱللهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيماً } . { لَّقَدْ صَدَقَ ٱللهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءْيَا بِٱلْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللهُ ءَامِنِينَ } ، وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أُري في المنام بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية أنه يدخل هو وأصحابه المسجد الحرام آمنين ، ويحلقون رؤوسهم ويقصرون ، فأخبر بذلك أصحابه ، ففرحوا وحسبوا أنهم داخلو مكة عامهم ذلك ، فلما انصرفوا ولم يدخلوا شقّ عليهم ، فأنزل الله هذه الآية . وروي عن مجمع بن جارية الأنصاري : قال شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهزون الأباعر ، فقال بعضهم : ما بال الناس ؟ فقالوا : أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال فخرجنا نوجف ، فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً على راحلته عند كراع الغميم ، فلما اجتمع إليه الناس قرأ : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً } فقال عمر : أو فتح هو يا رسول الله ؟ قال : " نعم والذي نفسي بيده " . ففيه دليل على أن المراد بالفتح صلح الحديبية ، وتحقُّق الرؤيا كان في العام المقبل ، فقال جلّ ذكره : { لَّقَدْ صَدَقَ ٱللهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءْيَا بِٱلْحَقِّ } ، أخبر أن الرؤية التي أراه إياها في مخرجه إلى الحديبية أنه يدخل هو وأصحابه المسجد الحرام صدقٌ وحقٌ . قوله { لَتَدْخُلُنَّ } يعني وقال : لتدخلن . وقال ابن كيسان : " لتدخلن " من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه حكاية عن رؤياه ، فأخبر الله عن رسوله أنه قال ذلك ، وإنما استثنى مع علمه بدخولها بإخبار الله تعالى ، تأدباً بآداب الله ، حيث قال له : { وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللهُ } [ الكهف : 23 - 24 ] . وقال أبو عبيدة : " إن " بمعنى إذْ ، مجازه : إذْ شاء الله ، كقوله " إن كنتم مؤمنين " ، وقال الحسين بن الفضل : يجوز أن يكون الاستثناء من الدخول ، لأن بين الرؤيا وتصديقها سنة ، ومات في تلك السنة ناس فمجاز الآية : لتدخلن المسجد الحرام كلكم إن شاء الله . وقيل الاستثناء واقع على الأمن لا على الدخول ، لأن الدخول لم يكن فيه شك . كقول النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول المقبرة : " وإنا إن شاء الله بكم لاحقون " ، فالاستثناء راجع إلى اللحوق لا إلى الموت . { مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ } ، كلها ، { وَمُقَصِّرِينَ } ، بأخذ بعض شعورها ، { لاَ تَخَـٰفُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تعْلَمُواْ } ، أن الصلاح كان في الصلح وتأخير الدخول ، وهو قوله تعالى : { وَلَوْلاَ رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَاتٌ } الآية [ الفتح : 25 ] . { فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ } ، أي من قبل دخولكم المسجد الحرام ، { فَتْحاً قَرِيباً } ، وهو صلح الحديبية عند الأكثرين ، وقيل : فتح خيبر . { هُوَ ٱلَّذِىۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِٱللهِ شَهِيداً } ، على أنك نبي صادق فيما تخبر . { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللهِ } ، تمّ الكلام هاهنا ، قاله ابن عباس ، شهد له بالرسالة ، ثم قال مبتدئاً { وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } ، فالواو فيه للإستئناف ، أي : والذين معه من المؤمنين ، { أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ } ، غلاظ عليهم كالأسد على فريسته لا تأخذهم فيهم رأفة ، { رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ } ، متعاطفون متوادون بعضهم لبعض ، كالولد مع الوالد ، كما قال : { أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [ المائدة : 54 ] : { تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً } ، أخبر عن كثرة صلاتهم ومداومتهم عليها ، { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللهِ } ، أن يدخلهم الجنة ، { وَرِضْوَٰناً } ، أن يرضى عنهم ، { سِيمَـٰهُمْ } ، أي علامتهم ، { فِى وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ٱلْسُّجُودِ } . اختلفوا في هذه السيما : فقال قوم : هو نورٌ وبياض في وجوههم يوم القيامة يُعرفون به أنهم سجدوا في الدنيا ، وهو رواية عطية العوفي عن ابن عباس ، قال عطاء بن أبي رباح والربيع بن أنس : استنارت وجوههم من كثرة ما صلَّوا . وقال شهر بن حوشب : تكون مواضع السجود من وجوههم كالقمر ليلة البدر . وقال آخرون : هو السمت الحسن والخشوع والتواضع . وهو رواية الوالبي عن ابن عباس قال : ليس بالذي ترون ولكنه سيماء الإِسلام وسجيته وسمته وخشوعه . وهو قول مجاهد : والمعنى أن السجود أورثهم الخشوع والسمت الحسن الذي يُعرفون به . وقال الضحاك : هو صفرة الوجه من السهر . وقال الحسن : إذا رأيتهم حسبتهم مرضى وما هو بمرضى . قال عكرمة وسعيد بن جبير : هو أثر التراب على الجباه . قال أبو العالية : إنهم يسجدون على التراب لا على الأثواب . وقال عطاء الخراساني : دخل في هذه الآية كل من حافظ على الصلوات الخمس . { ذَلِكَ } ، الذي ذكرت ، { مَثَلُهُمْ } ، صفتهم { فِي ٱلتَّوْرَاةِ } ، هاهنا تم الكلام ، ثم ذكر نعتهم في الإِنجيل ، فقال : { وَمَثَلُهُمْ } ، صفتهم ، { فِى ٱلإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ } . قرأ ابن كثير ، وابن عامر : " شَطَأه " بفتح الطاء ، وقرأ الآخرون بسكونها ، وهما لغتان كالنَّهَرِ والنَّهْر ، وأراد أفراخه ، يقال : أشطأ الزرع فهو مشطئ ، إذا أفرخ ، قال مقاتل : هو نبت واحد ، فإذا خرج بعده فهو شطؤه . وقال السدي : هو أن يخرج معه الطاقة الأخرى . قوله : { فَآزَرَهُ } ، قرأ ابن عامر : " فأزره " بالقصر والباقون بالمد ، أي : قواه وأعانه وشدّ أزره ، { فَٱسْتَغْلَظَ } ، غلظ ذلك الزرع ، { فَٱسْتَوَىٰ } ، أي تمّ وتلاحق نباته وقام ، { عَلَىٰ سُوقِهِ } ، أصوله { يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ } ، أعجب ذلك زراعه . هذا مثل ضربه الله عزّ وجلّ لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الإنجيل أنهم يكونون قليلاً ، ثم يزدادون ويكثرون . قال قتادة : مثل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنجيل مكتوب أنه سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع يأمرون بالمعروف وينهوْن عن المنكر . وقيل : " الزرع " محمد صلى الله عليه وسلم " والشطء " : أصحابه والمؤمنون . وروي عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ٱللهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ } : أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، { أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ } عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، { رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ } عثمان بن عفان رضي الله عنه ، { تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً } علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللهِ } بقية العشرة المبشرين بالجنة . وقيل : " كمثل زرع " محمد " أَخْرَجَ شطأه " ، أبو بكر " فآزره " عمر " فاستغلَظ " عثمان ، للإسلام " فاستوى على سوقه " علي بن أبي طالب استقام الإِسلام بسيفه ، " يعجب الزراع " قال : هم المؤمنون . { لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارِ } ، قول عمر لأهل مكة بعدما أسلم : لا تعبدوا اللهَ سراً بعد اليوم : حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد الشجاعي السرخسي إملاءً ، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن أحمد القفال ، حدثنا أبو أحمد عبد الله بن محمد الفضل السمرقندي ، حدثنا شيخي أبو عبد الله محمد ابن الفضل البلخي ، حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد ، حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن عبد الرحمن بن حميد ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن عوف : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " أبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعليّ في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير في الجنة ، وعبد الرحمن ابن عوف في الجنة ، وسعد بن أبي وقاص في الجنة ، وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " . حدثنا أبو المظفر محمد بن أحمد التميمي ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن قاسم ، حدثنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي ، حدثنا أحمد بن هاشم الأنطاكي ، حدثنا قطبة بن العلاء ، حدثنا سفيان الثوري ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أرحم أمتي أبو بكر ، وأشدهم في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياءً عثمان ، وأفرضهم زيد ، وأقرؤهم أُبيّ ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل ، ولكل أمة أمين ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " . ورواه معمر عن قتادة مرسلاً وفيه : " وأقضاهم علي " . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا معلى بن أسد ، حدثنا عبد العزيز المختار قال خالد الحذاء ، حدثنا عن أبي عثمان قال حدثني عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال : فأتيته فقلتُ : أيُّ الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ، فقلت : من الرجال ؟ فقال : أبوها ، قلت : ثُمَّ مَنْ ؟ قال : عمر ابن الخطاب فعدّ رجالاً فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم . أخبرنا أبو منصور عبد الملك وأبو الفتح نصر ، ابنا علي بن أحمد بن منصورومحمد بن الحسين بن شاذويه الطوسي بها قالا : حدثنا أبو الحسن محمد بن يعقوب ، أخبرنا الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن شريك الأسدي ، حدثنا إبراهيم بن إسماعيل هو ابن يحيى بن سلمة بن كهيل ، حدثنا أبي عن أبيه عن سلمة عن أبي الزعراء عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي : أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمار ، وتمسكوا بعهد عبد الله بن مسعود " . أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد أنَّ أُحداً ارتجّ وعليه النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعثمان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اثبتْ أُحد ما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " . أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى ابن الصلت ، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، حدثنا أبو سعيد الأشج ، أخبرنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن عدي بن ثابت ، عن زر بن حبيش ، عن علي قال : عهد إليّ النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يُحبُّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق . حدثنا أبو المظفر التميمي ، أخبرنا عبد الرحمن بن عثمان ، أخبرنا خيثمة بن سليمان ، حدثنا محمد بن عيسى بن حيان المدائني ، حدثنا محمد بن الفضل بن عطية ، عن عبد الله بن مسلم عن ابن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من مات من أصحابي بأرض كان نورهم وقائدهم يوم القيامة " . قوله عزّ وجلّ : { لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ } ، أي إنما كثرهم وقواهم ليكونوا غيظاً للكافرين . قال مالك بن أنس : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية . أخبرنا أبو الطيب طاهر بن محمد بن العلاء البغوي ، حدثنا أبو معمر المفضل بن إسماعيل بن إبراهيم الإسماعيلي ، أخبرنا جدي أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإِسماعيلي ، أخبرني الهيثم بن خلف الدوري ، حدثنا المفضل بن غسان بن المفضل الغلابي ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا عبيدة بن أبي رائطة عن عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن مغفل المزني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهَ اللهَ في أصحابي ، اللهَ اللهَ في أصحابي ، اللهَ اللهَ في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضاً بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه " . حدثنا أبو المظفر بن محمد بن أحمد بن حامد التميمي ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار بالكوفة ، أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه " . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني ، حدثنا أبو محمد عبد الله ابن عروة ، حدثنا محمد بن الحسين بن محمد بن إشكاب ، حدثنا شبابة بن سوَّار ، حدثنا فضيل بن مرزوق عن أبي خباب عن أبي سليم الهمداني ، عن أبيه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنْ سرك أن تكون من أهل الجنة فإن قوماً يتنحلون حبك يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، نبزهم الرافضة ، فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون " ، في إسناد هذا الحديث نظر . قول الله عزّ وجلّ : { وَعَدَ ٱللهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنْهُم } ، قال ابن جرير : يعني من الشطء الذي أخرجه الزرع ، وهم الداخلون في الإسلام بعد الزرع إلى يوم القيامة ، وردَّ الهاء والميم على معنى الشطء لا على لفظه ، ولذلك لم يقل : " منه " { مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيمَاً } ، يعني الجنة .