Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 5-10)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَـٰتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللهِ فَوْزاً عَظِيماً } , وقد ذكرنا عن أنس أن الصحابة قالوا لما نزل { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللهُ } : هنيئاً مريئاً فما يفعل بنا فنزل : { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ جَنَّـٰتٍ } الآية . { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ وَٱلْمُنَـٰفِقَـٰتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَـٰتِ } ، أهل النفاق بالمدينة وأهل الشرك بمكة ، { ٱلظَّآنِّينَ بِٱللهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ } ، أن لن ينصر محمداً والمؤمنين ، { عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } ، بالعذاب والهلاك ، { وَغَضِبَ ٱللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً } . { وَللهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللهُ عَزِيزاً حَكِيماً * إِنَّآ أَرْسَلْنَـٰكَ شَـٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِّتُؤْمِنُواْ بِٱللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ } ، أي تعينوه وتنصروه ، { وَتُوَقِّرُوهُ } ، تعظموه وتفخموه هذه الكنايات راجعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وههنا وقف ، { وَتُسَبِّحُوهُ } ، أي تسبحوا الله يريد تصلوا له ، { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } ، بالغداة والعشي ، قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو " وليؤمنوا ، ويعزروه ، ويوقروه ، ويسبحوه " بالياء فيهن لقوله : { فِى قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، وقرأ الآخرون بالتاء فيهن . { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ } ، يا محمد بالحديبية على أن لا يفروا ، { إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللهَ } ، لأنهم باعوا أنفسهم من الله بالجنة . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن يزيد بن أبي عبيد قال : قلت لسلمة بن الأكوع : على أي شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ؟ قال : على الموت . أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، عن مسلم بن الحجاج ، حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا يزيد بن زريع ، عن خالد ، عن الحكم بن عبد الله بن الأعرج ، عن معقل بن يسار ، قال لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي صلى الله عليه وسلم يبايع الناس ، وأنا رافع غصناً من أغصانها عن رأسه ، ونحن أربع عشرة مائة ، قال : لم نبايعه على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفر . قال أبو عيسى : معنى الحديثين صحيح بايعه جماعة على الموت ، أي لا نزال نقاتل بين يديك ما لم نقتل ، وبايعه آخرون ، وقالوا : لا نفر . { يَدُ ٱللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : يد الله بالوفاء بما وعدهم من الخير فوق أيديهم . وقال السدي : كانوا يأخذون بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبايعونه ، ويد الله فوق أيديهم في المبايعة . قال الكلبي : نعمة الله عليهم في الهداية فوق ما صنعوا من البيعة . { فَمَن نَّكَثَ } ، نقض البيعة ، { فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ } ، عليه وباله ، { وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَـٰهَدَ عَلَيْهِ ٱللهَ } ، ثبت على البيعة ، { فَسَيُؤْتِيهِ } ، قرأ أهل العراق " فسيؤتيه " بالياء ، وقرأ الآخرون بالنون ، { أَجْراً عَظِيماً } ، وهو الجنة .