Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 60-63)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال : { قُلْ } يا محمد ، { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ } ، أخبركم ، { بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكَ } ، الذي ذكرتم ، يعني : قولهم لم نرَ أهل دين أقل حظاً في الدنيا والآخرة منكم ولا ديناً شراً من دينكم ، فذكر الجواب بلفظ الابتداء ، وإن لم يكن الابتداء شراً ؛ لقوله تعالى : { أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكُمُ ٱلنَّارُ } [ الحج : 72 ] ، { مَثُوبَةً } ثواباً وجزاءً ، نُصب على التفسير ، { عِندَ ٱللَّهِ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ } ، أي : هو من لعنه الله ، { وَغَضِبَ عَلَيْهِ } ، يعني : اليهود ، { وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ وَٱلْخَنَازِيرَ } ، فالقردة أصحاب السبت ، والخنازير كفار مائدة عيسى عليه السلام . ورُوي عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن الممسوخين كلاهما من أصحاب السبت فشُبَّانُهم مُسخوا قردة ومشايخهم مسخوا خنازير . { وَعَبَدَ ٱلطَّـٰغُوتَ } ، أي : جعل منهم من عبد الطاغوت ، أي : أطاع الشيطان فيما سوّل له ، وتصديقها ، قراءة ابن مسعود : ومن عبدوا الطاغوت ، وقرأ حمزة : وعبُد بضم الباء ، " الطاغوت " بجر التاء ، أراد العبد وهما لغتان عبْد بجزم الباء وعبُد بضم الباء ، مثل سبْع وسبُع ، وقيل : جمع العباد ، وقرأ الحسن : وعبد الطاغوت على الواحد ، { أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } ، أي : عن طريق الحق . { وَإِذَا جَآءُوكُمْ قَالُوۤاْ } ، يعني : هؤلاء المنافقين ، وقيل : هم الذين قالوا : " آمنوا بالذي أُنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره " ، دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا : آمنا بك وصدقناك فيما قلت ، وهم يُسرُّون الكفرَ ، { وَقَدْ دَّخَلُواْ بِٱلْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُواْ بِهِ } ، يعني : دخلوا كافرين وخرجوا كافرين ، { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُواْ يَكْتُمُونَ } . { وَتَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ } ، يعني : من اليهود { يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ } ، قيل : الإثم المعاصي والعدوان الظلم ، وقيل : الإثم ما كتموا من التوراة ، والعدوان ما زادوا فيها ، { وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ } ، الرِّشَا ، { لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } . { لَوْلاَ } هلاَّ { يَنْهَـٰهُمُ ٱلرَّبَّـٰنِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ } ، يعني : العلماء ، قيل : الربانيون علماء النصارى والأحبار علماء اليهود ، { عَن قَوْلِهِمُ ٱلإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ ٱلسُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } .