Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 76-79)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَٱللَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } . { قُلْ يَـٰۤأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لاَ تَغْلُواْ فِى دِينِكُمْ غَيْرَ ٱلْحَقِّ } ، أي : لا تتجاوزوا الحد والغلو والتقصير كل واحد منهما مذموم في الدين ، وقوله : { غَيْرَ ٱلْحَقِّ } ، أي : في دينكم المخالف للحق ، وذلك أنهم خالفوا الحق في دينهم ، ثم غلوا فيه بالإصرار عليه ، { وَلاَ تَتَّبِعُوۤاْ أَهْوَآءَ قَوْمٍ } ، والأهواء جمع الهوى وهو ما تدعو إليه شهوة النفس ، { قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ } ، يعني : رؤساء الضلالة من فريقي اليهود والنصارى ، والخطاب للذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم نهوا عن اتّباع أسلافهم فيما ابتدعوه بأهوائهم { وَأَضَلُّواْ كَثِيراً } ، يعني : من اتّبعهم [ على أهوائهم ] ، { وَضَلُّواْ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } ، عن قصد الطريق ، أي : بالإضلال فالضلال الأول من الضلالة ، الثاني بإضلال من اتّبعهم . قوله تعالى : { لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِىۤ إِسْرَٰءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ } ، يعني : أهل أيلة لما اعتدوا في السبت ، وقال داود عليه السلام : اللّهمّ العنهم واجعلهم آية فمسخوا قردةً ، { وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ } ، أي : على لسان عيسى عليه السلام يعني كفاراً أصحاب المائدة ، لما لم يؤمنوا ، قال عيسى : اللهم العنهم واجعلهم آية فمسخوا خنازير ، { ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ } . { كَانُواْ لاَ يَتَنَـٰهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ } ، [ أي : لا ينهى بعضهم بعضاً ] { لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } . أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو الحسن محمد بن الحسين أنا أحمد بن محمد بن إسحاق أنا أبو يعلى الموصلي أنا وهب بن بقية أنا خالد - يعني ابن عبدالله الواسطي - عن العلاء بن المسيّب عن عمرو بن مرة عن أبي عُبيدة عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل العامل منهم الخطيئة نهاه الناهي تعذيراً فإذا كان من الغد جالسه وآجله وشاربه كأنه لم يره على الخطيئة بالأمس ، فلما رأى الله تبارك وتعالى ذلك منهم ضرب قلوبَ بعضهم على بعض ، وجعل منهم القردة والخنازير ، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم عليهما السلام ذلك بما عَصَوْا وكانوا يعتدون ، والذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر ، ولتأخذنّ على يَدِ السفيه ولتأطرنّه على الحق أطراً أو ليضربنّ اللَّهُ قلوبَ بعضكم على بعض ، ويلعنكم كما لعنهم " .