Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 12-17)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَـٰبُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَٰنُ لُوطٍ * وَأَصْحَـٰبُ ٱلأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ } ، وهو تُبَّع الحميري ، واسمه أسعد أبو كرب ، قال قتادة : ذم الله تعالى قوم تبع ولم يذمه ، ذكرنا قصته في سورة الدخان . { كُلٌّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ } ، أي : كل من هؤلاء المذكورين كذب الرسل ، { فَحَقَّ وَعِيدِ } ، وجب لهم عذابي . ثم أنزل جواباً لقولهم " ذلك رجع بعيد " . { أَفَعَيِينَا بِٱلْخَلْقِ ٱلأَوَّلِ } ، يعني : أعجزنا حين خلقناهم أولاً فنعيا بالإِعادة . وهذا تقرير لهم لأنهم اعترفوا بالخلق الأول وأنكروا البعث ، ويقال لكل من عجز عن شيء : عيي به . { بَلْ هُمْ فِى لَبْسٍ } ، أي في شكٍ ، { مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ } ، وهو البعث . { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } ، يحدث به قلبه ولا يخفى علينا سرائره وضمائره ، { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ } ، أعلم به ، { مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } ، لأن أبعاضه وأجزاءه يحجب بعضها بعضاً ، ولا يحجب علمَ الله شيءٌ و " حبل الوريد " : عرق العنق ، وهو عرق بين الحلقوم والعلباوين ، يتفرق في البدن ، والحبل هو الوريد ، فأضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين . { إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ } ، أي : يتلقى ويأخذ الملكان الموكلان بالإِنسان عمله ومنطقه يحفظانه ويكتبانه ، { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ } ، أي أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات ، والذي عن الشمال يكتب السيئات . { قَعِيدٌ } ، أي : قاعد ، ولم يقل قعيدان ، لأنه أراد : عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد ، فاكتفى بأحدهما عن الآخر ، هذا قول أهل البصرة ، وقال أهل الكوفة : أراد : قعوداً ، كالرسول فجعل للاثنين والجمع ، كما قال الله تعالى في الاثنين : { فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } [ الشعراء : 16 ] ، وقيل : أراد بالعقيد الملازم الذي لا يبرح ، لا القاعد الذي هو ضد القائم . وقال مجاهد : القعيد الرصيد .