Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 18-24)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ } ، ما يتكلم من كلام فيلفظه أي : يرميه من فيه ، { إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ } ، حافظ ، { عَتِيدٌ } ، حاضر أينما كان . قال الحسن : إن الملائكة يجتنبون الإنسان على حالين : عند غائطه ، وعند جماعه . وقال مجاهد يكتبان عليه حتى أنينه في مرضه . وقال عكرمة : لا يكتبان إلا ما يؤجر عليه أو يؤزر فيه . وقال الضحاك : مجلسهما تحت الضرس على الحنك ، ومثله عن الحسن ، وكان الحسن يعجبه أن ينظف عنفقته . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا الحسين بن محمد الدينوري ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا الفضل بن عباس بن مهران ، حدثنا طالوت حدثنا حماد ابن سلمة أخبرنا جعفر بن الزبير عن القاسم بن محمد عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كاتب الحسنات على يمين الرجل ، وكاتب السيئات على يسار الرجل ، وكاتب الحسنات أمير على كاتب السيئات ، فإذا عمل حسنة كتبها صاحب اليمين عشراً ، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال : دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر " { وَجَآءَتْ سَكْرَةُ ٱلْمَوْتِ } ، غمرته وشدته التي تغشى الإِنسان وتغلب على عقله ، { بِالْحَقِّ } ، أي بحقيقة الموت ، وقيل : بالحق من أمر الآخرة حتى يتبينه الإِنسان ويراه بالعَيان . وقيل : بما يؤول إليه أمر الإِنسان من السعادة والشقاوة . ويقال : لمن جاءته سكرة الموت ، { ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } ، تميل ، قال الحسن : تهرب . وقال ابن عباس : تكره ، وأصل الحَيْد الميل ، يقال : حدتُ عن الشيء أحِيد حَيْداً ومَحِيداً إذا ملتُ عنه . { وَنُفِخَ فِى ٱلصُّورِ } ، يعني نفخة البعث ، { ذَلِكَ يَوْمَ ٱلْوَعِيدِ } ، أي : ذلك اليوم يوم الوعيد الذي وعده الله للكفار أن يعذبهم فيه . قال مقاتل : يعني بالوعيد العذاب ، أي : يوم وقوع الوعيد . { وَجَآءَتْ } ، ذلك اليوم ، { كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ } ، يسوقها إلى المحشر ، { وَشَهِيدٌ } ، يشهد عليها بما عملت ، قال الضحاك : السائق من الملائكة ، والشاهد من أنفسهم الأيدي والأرجل ، وهي رواية العوفي عن ابن عباس . وقال الآخرون : هما جميعاً من الملائكة ، فيقول الله : { لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا } ، اليوم في الدنيا ، { فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ } ، الذي كان في الدنيا على قلبك وسمعك وبصرك ، { فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } ، نافذ تبصر ما كنت تنكر في الدنيا . وروي عن مجاهد قال : يعني نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك . { وَقَالَ قَرِينُهُ } ، المَلَك الموكل به ، { هَـٰذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ } ، مُعَدّ محضر ، وقيل : " ما " بمعنى ( من ) ، قال مجاهد : يقول هذا الذي وكلتني به من ابن آدم حاضر عندي قد أحضرته وأحضرت ديوان أعماله ، فيقول الله عزّ وجلّ لقرينه : { أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ } ، هو خطاب للواحد بلفظ التثنية على عادة العرب ، تقول : ويحك ويلك ارحلاها وازجراها وخذاها وأطلقاها ، للواحد ، قال الفرَّاء : وأصل ذلك أن أدنى أعوان الرجل في إبله وغنمه وسفره اثنان ، فجرى كلام الواحد على صاحبيه ، ومنه قولهم في الشعر للواحد خليليَّ . وقال الزجَّاج : هذا أمر للسائق والشهيد ، وقيل : للمتلقيين . { كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ } ، عاصٍ معرض عن الحق . قال عكرمة ومجاهد : مجانب للحق معاند لله .