Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 38-45)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَفِى مُوسَىٰ } ، أي : وتركنا في إرسال موسى آية وعبرة . وقيل : هو معطوف على قوله : { وَفِى ٱلأَرْضِ ءَايَـٰتٌ لِّلْمُوقِنِينَ } ، وفي موسى ، { إِذْ أَرْسَلْنَـٰهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } ، بحجة ظاهرة . { فَتَوَلَّىٰ } ، فأعرض وأدبر عن الإِيمان ، { بِرُكْنِهِ } ، أي بجمعه وجنوده الذين كان يتقوى بهم ، كالركن الذي يقوى به البنيان ، نظيره : { أَوْ آوِىۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } [ هود : 80 ] ، { وَقَالَ سَـٰحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } ، قال أبو عبيدة : " أو " ، بمعنى الواو . { فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمِّ } ، أغرقناهم فيه ، { وَهُوَ مُلِيمٌ } ، أي : آت بما يلام عليه من دعوى الربوبية وتكذيب الرسول . { وَفِى عَادٍ } ، أي : في إهلاك عاد أيضاً آية ، { إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } ، وهي التي لا خير فيها ولا بركة ولا تلقح شجراً ولا تحمل مطراً . { مَا تَذَرُ مِن شَىْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ } ، من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم ، { إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَـٱلرَّمِيمِ } ، كالشيء الهالك البالي ، وهو نبات الأرض إذا يبسَ ودِيسَ . قال مجاهد : كالتبن اليابس . قال قتادة : كرميم الشجر . قال أبو العالية : كالتراب المدقوق . وقيل : أصله من العظم البالي . { وَفِى ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } , يعني وقت فناء آجالهم , وذلك أنهم لما عقروا الناقة قيل لهم : تمتعوا ثلاثة أيام . { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } ، بعد مضي الأيام الثلاثة ، وهي الموت في قول ابن عباس ، قال مقاتل : يعني العذاب ، و { ٱلصَّاعِقَةُ } : كل عذاب مهلك ، وقرأ الكسائي : " الصعقة " ، وهي الصوت الذي يكون من الصاعقة ، { وَهُمْ يَنظُرُونَ } ، يرون ذلك عياناً . { فَمَا ٱسْتَطَـٰعُواْ مِن قِيَامٍ } ، فما قاموا بعد نزول العذاب بهم ولا قدروا على نهوض . قال قتادة : لم ينهضوا من تلك الصرعة ، { وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } ، ممتنعين منّا . قال قتادة : ما كانت عندهم قوة يمتنعون بها من الله .