Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 43-47)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } ، فهذا يدل على أن كل ما يعمله الإِنسان فبقضائه وخلقه حتى الضحك والبكاء ، قال مجاهد والكلبي : أضحك أهل الجنة في الجنة ، وأبكى أهل النار في النار . وقال الضحاك : أضحك الأرض بالنبات ، وأبكى السماء بالمطر . قال عطاء بن أبي مسلم : يعني أفرح وأحزن ، لأن الفرح يجلب الضحك ، والحزن يجلب البكاء . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي شريح ، أخبرنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا قيس ، هو ابن الربيع الأسدي ، حدثنا سماك بن حرب قال : قلت لجابر ابن سمرة : أكنتَ تجالس النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم وكان أصحابه يجلسون ويتناشدون الشعر ، ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية ، فيضحكون ويتبسّم معهم إذا ضحكوا - يعني النبي صلى الله عليه وسلم . وقال معمر عن قتادة : سئل ابن عمر هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون ؟ قال : نعم والإِيمان في قلوبهم أعظم من الجبل . { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } ، أي : أمات في الدنيا وأحيا للبعث . وقيل : أمات الآباء وأحيا الأبناء . وقيل : أمات الكافر بالنكرة وأحياء المؤمن بالمعرفة . { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } ، من كل حيوان . { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } ، أي : تصبُّ في الرحم ، يقال : منى الرجل وأمنى . قاله الضحاك وعطاء بن أبي رباح وقال آخرون : تقدر ، يقال : منيتُ الشيء إذا قدرته . { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } ، أي : الخلق الثاني للبعث يوم القيامة .