Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 26-31)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سَيَعْلَمُونَ } ، قرأ ابن عامر وحمزة : " ستعلمون " ، بالتاء على معنى قال صالح لهم ، وقرأ الآخرون بالياء ، يقول الله تعالى : { سَيَعْلَمُونَ غَداً } ، حين ينزل بهم العذاب . وقال الكلبي : يعني يوم القيامة . وذكر " الغد " للتقريب على عادة الناس ، يقولون : إن مع اليوم غداً ، { مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } . { إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ } ، أي : باعثوها ومخرجوها من الهضبة التي سألوا ، وذلك أنهم تعنتوا على صالح ، فسألوه أن يخرج لهم من صخرةٍ ناقةً حمراء عُشَراء ، فقال الله تعالى : { إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ } ، محنةً واختباراً لهم ، { فَٱرْتَقِبْهُمْ } ، فانتظر ما هم صانعون ، { وَٱصْطَبِرْ } ، واصبر على ارتقابهم ، وقيل : على ما يصيبك من الأذى . { وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } ، وبين الناقة ، يوم لها ويوم لهم ، وإنما قال نبيهم لأن العرب إذا أخبرت عن بني آدم وعن البهائم غلَّبت بني آدم على البهائم ، { كُلُّ شِرْبٍ } ، نصيب من الماء ، { مُّحْتَضَرٌ } , يحضره من كانت نوبته ، فإذا كان يومها حضرت شربها ، وإذا كان يومهم حضروا شربهم ، وحضر واحتضر بمعنى واحد ، قال مجاهد : يعني يحضرون الماء إذا غابت الناقة ، فإذا جاءت الناقة حضروا اللبن . { فَنَادَوْاْ صَـٰحِبَهُمْ } ، وهو قدار بن سالف ، { فَتَعَاطَىٰ } ، فتناول الناقة بسيفه { فَعَقَرَ } ، أي فعقرها . { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ } ، ثم بين عذابهم . فقال : { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَٰحِدَةً } ، قال عطاء : يريد صيحة جبريل عليه السلام ، { فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } ، قال ابن عباس : هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة من الشجر والشوك دون السباع ، فما سقط من ذلك فداسته الغنم فهو الهشيم . وقال ابن زيد : هو الشجر البالي الذي تهشم حتى ذرَته الريح ، والمعنى : أنهم صاروا كيبس الشجر إذا تحطم ، والعرب تسمي كل شيء كان رطباً فيبس هشيماً . وقال قتادة : كالعظام النخرة المحترقة . وقال سعيد بن جبير : هو التراب الذي يتناثر من الحائط .