Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 4-7)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَقَدْ جَآءَهُم } ، يعني : أهل مكة ، { مِّنَ ٱلأَنبَآءِ } ، من أخبار الأمم المكذبة في القرآن ، { مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } ، [ متناهي ] ، مصدر بمعنى الازدجار ، أي : نهي وعظة ، يقال : زجرته وازدجرته إذا نهيته عن السوء ، وأصله : مزتجر ، قُلبت التاء دالاً . { حِكْمَةٌ بَـٰلِغَةٌ } ، يعني : القرآن حكمة تامة قد بلغت الغاية { فَمَا تُغْنِـى ٱلنُّذُرُ } ، يجوز أن تكون " ما " نفياً ، على معنى : فليست تغني النذر ، ويجوز أن يكون استفهاماً ، والمعنى : فأي شيء تغني النذر إذا خالفوهم وكذبوهم ؟ كقوله : { وَمَا تُغْنِى ٱلآيَـٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } [ يونس : 101 ] ، و " النذر " : جمع نذير . { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ } ، أعرض عنهم نسختها آية القتال . قيل : هاهنا وقف تام . وقيل : { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ } ، أي : إلى يوم الداعي ، قال مقاتل : هو إسرافيل ينفخ قائماً على صخرة بيت المقدس ، { إِلَىٰ شَىْءٍ نُّكُرٍ } ، منكر فظيع لم يروا مثله فينكرونه استعظاماً ، قرأ ابن كثير : " نُكْر " بسكون الكاف ، والآخرون بضمها . { خُشَّعاً أَبْصَـٰرُهُمْ } ، قرأ أبو عمرو ، ويعقوب ، وحمزة ، والكسائي : " خاشعاً " على الواحد ، وقرأ الآخرون : " خشّعاً " - بضم الخاء وتشديد الشين - على الجمع . ويجوز في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد والجمع والتذكير والتأنيث ، تقول : مررتُ برجال حسنٍ أوجههم وحسنة أوجههم ، وحسان أوجههم ، قال الشاعر : @ ورجالٍ حسَنٍ أوجُهُهُم من إيادِ بنِ نزارِ بنِ مَعَد @@ وفي قراءة عبد الله : " خاشعة أبصارهم " ، أي : ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب . { يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ } ، من القبور ، { كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } ، مُنْبَثّ حيارى ، وذكَّر المنتشر على لفظ الجراد ، نظيرها : { كَٱلْفَرَاشِ ٱلْمَبْثُوثِ } [ القارعة : 4 ] ، وأراد أنهم يخرجون فزعين لا جهة لأحد منهم يقصدها ، كالجراد لا جهة لها ، تكون مختلطة بعضها في بعض .