Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 8-13)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مُّهْطِعِينَ } ، مسرعين مقبلين ، { إِلَى ٱلدَّاعِ } ، إلى صوت إسرافيل ، { يَقُولُ ٱلْكَـٰفِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } ، يوم صعب شديد . قوله عزّ وجلّ : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } ، أي : قبل أهل مكة ، { قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا } ، نوحاً ، { وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَٱزْدُجِرَ } ، أي : زجروه عن دعوته ومقالته بالشتم والوعيد ، وقالوا : { لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ يٰنُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُرْجُومِينَ } [ الشعراء : 116 ] ، وقال مجاهد معنى : ازدجر أي : استطير جنوناً . { فَدَعَا } ، نوح ، { رَبَّهُ } ، وقال ، { أَنُّى مَغْلُوبٌ } ، مقهور ، { فَٱنتَصِرْ } ، فانتقم لي منهم . { فَفَتَحْنَآ أَبْوَٰبَ ٱلسَّمَآءِ بِمَآءٍ مُّنْهَمِرٍ } ، مُنْصَبّ انصباباً شديداً ، لم ينقطع أربعين يوماً ، وقال يمان : قد طبق ما بين السماء والأرض . { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلْمَآءُ } ، يعني ماء السماء وماء الأرض ، وإنما قال : " فالتقى الماء " والالتقاء لا يكون من واحد ، إنما يكون بين اثنين فصاعداً ، لأن الماء يكون جمعاً وواحداً ، وقرأ عاصم الجحدري : فالتقى الماآن . { عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } ، أي : قضى عليهم في أم الكتاب . وقال مقاتل : قدر الله أن يكون الماآن سواء فكانا على ما قدر . { وَحَمَلْنَاهُ } ، يعني : نوحاً ، { عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَٰحٍ وَدُسُرٍ } ، أي سفينة ذات ألواح ، ذكر النعت وترك الاسم ، أراد بالألواح خشب السفينة العريضة ، { ودُسُر } أي : المسامير التي تشد بها الألواح ، واحدها دِسَارٌ ودسيرٌ ، يقال : دسرت السفينة إذا شددتها بالمسامير . وقال الحسن : الدُّسر صدر السفينة سميت بذلك لأنها تدسر الماء بجؤجؤها ، أي تدفع . وقال مجاهد : هي عوارض السفينة . وقيل : أضلاعها وقال الضحاك : الألواح جانباها ، والدسر أصلها وطرفاها .