Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 17-21)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ } للخدمة ، { وِلْدَٰنٌ } ، غلمان ، { مخَلَّدُون } ، لا يموتون ولا يهرمون ولا يتغيرون . وقال الفراء : تقول العرب لمن كبر ولم يشمط : إنه مخلد . قال ابن كيسان : يعني ولداناً لا يحولون من حالة إلى حالة . قال سعيد بن جبير : مقرَّطون , يقال : خلد جاريته إذا حلاَّها بالخَلَد ، وهو القُرْط . قال الحسن : هم أولاد أهل الدنيا لم تكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا عليها لأن الجنة لا ولادة فيها فهم خدَّام أهل الجنة . { بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ } ، فالأكواب جمع كوب ، وهي الأقداح المستديرة الأفواه , لا آذان لها ولا عرى ، والأباريق وهي : ذوات الخراطيم ، سميت أباريق لبريق لونها من الصفاء . { وَكَأْسٍ مِّن مَعِين } ، خمر جارية . { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا } ، لا تصدع رؤوسهم من شربها ، { وَلاَ يُنزِفُونَ } أي لا يسكرون هذا إذا قرئ بفتح الزاي , ومن كسر فمعناه لا ينفد شرابهم . { وَفَـٰكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } ، يختارون ما يشتهون يقال تخيرت الشيء إذا أخذت خيره . { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونْ } ، قال ابن عباس يخطر على قلبه لحم الطير فيصير ممثلاً بين يديه على ما اشتهى ، ويقال : إنه يقع على صحفة الرجل فيأكل منه ما يشتهي ثم يطير فيذهب . { وَحُورٌ عِينٌ } ، قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي بكسر الراء والنون ، أي وبحور عين ، أتبعه قوله : " بأكواب وأباريق " , " وفاكهةٍ ولحم طير " في الإعراب وإن اختلفا في المعنى ، لأن الحور لا يطاف بهن . كقول الشاعر : @ إذا ما الغانياتُ بَرَزْنَ يوماً وزجَّجن الحواجِبَ والعُيونا @@ والعين لا تزجج وإنما تكحل , ومثله كثير . وقيل : معناه ويكرمون بفاكهة ولحم طير وحور عين . وقرأ الباقون بالرفع أي : ويطوف عليهم حور عين . وقال الأخفش رفع على معنى لهم حور عين , وجاء في تفسيره " حور عين " بِيض ضِخَام العيون .