Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 38-40)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { لأَصْحَـٰبِ ٱلْيَمِينِ } ، يريد أنشأناهن لأصحاب اليمين . { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } ، من المؤمنين الذين كانوا قبل هذه الأمة . { وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَخِرِينَ } ، من مؤمني هذه الأمة ، هذا قول عطاء ومقاتل . أخبرنا أبو سعيد الشريحي , أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي , أخبرني الحسين بن محمد العدل , حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدقاق ، حدثنا محمد بن عبد العزيز , حدثنا عيسى بن المساور , حدثنا الوليد بن مسلم , حدثنا عيسى بن موسى , " عن عروة بن رويم قال : لما أنزل الله على رسوله { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * وقَلِيلٌ مِنَ ٱلأَخِرِينَ } بكى عمر رضي الله عنه ، وقال : يا نبي الله آمنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقناه ومن ينجو منا قليل ؟ فأنزل الله عزّ وجلّ : { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَخِرِينَ } ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر فقال : " قد أنزل الله عزّ وجلّ فيما قلت " فقال عمر رضي الله عنه : رضينا عن ربنا وتصديق نبينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من آدم إلينا ثُلَّة ، ومني إلى يوم القيامة ثلة ، ولا يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله " . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا مُسَدَّد حدثنا حصين بن نُمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : " عُرضت عليّ الأمم فجعل يمرّ النبي ومعه الرجل , والنبي ومعه الرجلان , والنبي معه الرهط , والنبي ليس معه أحد ، ورأيت سواداً كثيراً سدّ الأفق فرجوت أن يكونوا أمتي ، فقيل هذا موسى في قومه ، ثم قيل لي : انظر فرأيت سواداً كثيراً سدّ فقيل لي : أنظر هكذا وهكذا فرأيت سواداً كثيراً سد الأفق ، فقيل : هؤلاء أمتك , ومع هؤلاء سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب , فتفرق الناس ولم يبين لهم فتذاكر أصحاب النبي فقالوا : أما نحن فولدنا في الشرك ، ولكنا آمنا بالله ورسوله , ولكن هؤلاء هم أبناؤنا فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " هم الذين لا يتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون " فقام عكاشة ابن محصن فقال : أمنهم أنا يا رسول الله ؟ فقال : نعم ، فقام آخر فقال : أمنهم أنا ؟ قال عليه السلام : " قد سبقك بها عكاشة " . ورواه عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عرضتْ عليّ الأنبياء الليلة بأتباعها حتى أتى علي موسى عليه السلام في كبكبة بني إسرائيل فلما رأيتهم أعجبوني ، فقلت : أي رب هؤلاء ؟ قيل : هذا أخوك موسى ومن معه من بني إسرائيل ، قلت : رب فأين أمتي ؟ قيل : انظر عن يمينك , فإذا ظراب مكة قد سدت بوجوه الرجال ، قيل : هؤلاء أمتك أرضيت ؟ قلت رب رضيت , رب رضيت ، قيل : انظر عن يسارك , فإذا الأفق قد سدّ بوجوه الرجال ، قيل : هؤلاء أمتك أرضيت ؟ قلت : رب رضيت ، فقيل : إن مع هؤلاء سبعين ألفاً يدخلون الجنة لا حساب لهم ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا , وإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الظراب , وإن عجزتم فكونوا من أهل الأفق , فإني قد رأيت ثمَّ أناساً يتهاوشون كثيراً " . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي , أخبرنا محمد بن يوسف , حدثنا محمد بن إسماعيل , حدثنا محمد بن بشار , حدثنا غندر , حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة فقال : أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ قلنا نعم ، قال : أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ قلنا : نعم , قال : والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة ، وما أنتم من أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر " . وذهب جماعة إلى أن الثُّلَّثين جميعاً من هذه الأمة ، وهو قول أبي العالية ومجاهد وعطاء بن أبي رباح والضحاك ، قالوا : { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } من سابقي هذه الأمة { وثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَخِرِينَ } من آخر هذه الأمة في آخر الزمان . أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي , أخبرني الحسين بن محمد الدينوري , حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق السني , أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب , حدثنا محمد بن كثير , أخبرنا سفيان عن أبان بن أبي عياش عن سعيد بن جبير " عن ابن عباس في هذه الآية : { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَخِرِينَ } قال رسول الله : « هما جميعاً من أمتي " .