Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 61-66)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَـٰلَكُمْ } ، يعني : نأتي بخلق مثلكم بدلاً منكم ، { وَنُنشِئَكُمْ } ، نخلقكم { فِيمَا لاَ تَعْلَمُون } ، من الصور ، قال مجاهد : في أي خلق شئنا . وقال الحسن : أي نبدل صفاتكم فنجعلكم قردة وخنازير , كما فعلنا بمن كان قبلكم ، يعني : إن أردنا أن نفعل ذلك ما فاتنا ذلك . وقال سعيد بن المسيب : " فيما لا تعلمون " يعني : في حواصل طير سود , تكون ببرهوت كأنها الخطاطيف , وبرهوت وادٍ باليمن . { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُولَىٰ } ، الخلقة الأولى ولم تكونوا شيئاً . { فَلَوْلاَ تَذَكَّرُونَ } ، أني قادر على إعادتكم كما قدرت على إبدائكم . { أَفَرَءَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } ، يعني : تثيرون من الأرض وتلقون فيها من البذر . { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ } ، تنبتونه ، { أَمْ نَحْنُ الزَّٰرِعُونَ } ، المنبتون . { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَٰهُ حُطَـٰماً } ، قال عطاء : تبناً لا قمح فيه ، وقيل : هشيماً لا ينتفع به في مطعم وغذاء , { فَظَلْتم } ، وأصلُه : فظللتم ، حذفت إحدى اللامين تخفيفاً . { تَفَكَّهون } ، تتعجبون بما نزل بكم في زرعكم ، وهو قول عطاء والكلبي ومقاتل : وقيل : تندمون على نفقاتكم ، وهو قول يمان ، نظيره : { فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنفَقَ فِيهَا } [ الكهف : 42 ] ، وقال الحسن : تندمون على ما سلف منكم من المعصية التي أوجبت تلك العقوبة . وقال عكرمة : تتلاومون . قال ابن كيسان : تحزنون . قال الكسائي : هو تلهف على ما فات , وهو من الأضداد ، تقول العرب : " تفكهت " أي : تنعمت و " تفكهت " أي حزنت . { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } ، قرأ أبو بكر عن عاصم " أئنا " بهمزتين , وقرأ الآخرون على الخبر ، ومجاز الآية : فظلتم تفكهون وتقولون إنا لمغرومون . وقال مجاهد وعكرمة لمولَع بنا . وقال ابن عباس وقتادة : معذبون ، والغرام العذاب . وقال الضحاك وابن كيسان : غرمنا أموالنا وصار ما أنفقنا غرماً علينا ، والمغرم الذي ذهب ماله بغير عوض .