Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 13-21)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُواْ } ، قال ابن عباس : أبخلتم ؟ والمعنى : أخفتم العيلة والفاقة إن قدمتم ، { بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَٰكُمْ صَدَقَـٰتٍ فَإِذ لَمْ تَفْعَلُوا } ، ما أُمرتم به ، { وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } : تجاوز عنكم ولم يعاقبكم بترك الصدقة ، وقيل : " الواو " صلة , مجازه : فإن لم تفعلوا تاب الله عليكم ونسخ الصدقة . قال مقاتل بن حيان : كان ذلك عشر ليال ثم نسخ . وقال الكلبي : ما كانت إلا ساعة من نهار . { فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلوٰة } ، المفروضة ، { وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰة } ، الواجبة ، { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } . { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ قَوْماً غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } ، نزلت في المنافقين تولوا اليهود وناصحوهم ونقلوا أسرار المؤمنين إليهم . وأراد بقوله : { غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم } اليهود ، { مَّا هُم مِّنكُمْ وَلاَ مِنْهُمْ } ، يعني المنافقين ليسوا من المؤمنين في الدين والولاءة ولا من اليهود والكافرين ، كما قال : { مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ لاَ إِلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ وَلاَ إِلَى هَـٰؤُلاۤءِ } [ النساء : 143 ] . { وَيَحْلِفُونَ عَلَى ٱلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُون } , قال السدي ومقاتل : نزلت في عبد الله بن نبتل المنافق كان يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرفع حديثه إلى اليهود ، " فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجرة من حُجَره إذ قال : يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبار وينظر بعيني شيطان , فدخل عبد الله بن نبتل وكان أزرق العينين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " علام تشتمني أنت وأصحابك ؟ " فحلف بالله ما فعل وجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما سبوه " ، فأنزل الله عزّ وجل هذه الآيات ، فقال : { وَيَحْلِفُونَ عَلَى ٱلْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنهم كَذَبَة . { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * ٱتَّخَذْوۤاْ أَيْمَـٰنَهُم } ، الكاذبة ، { جُنَّةً } ، يستجنون بها من القتل ويدفعون بها عن أنفسهم وأموالهم ، { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } ، صدوا المؤمنين عن جهادهم بالقتل وأخذ أموالهم ، { فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } . { لَّن تُغْنِىَ عَنْهُمْ } ، يوم القيامة ، { أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ * يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهِ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ } ، كاذبين ما كانوا مشركين ، { كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُم } ، في الدنيا ، { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَىْءٍ } من أيمانهم الكاذبة ، { أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ الكَاذِبُون } . { ٱسْتَحْوَذَ } ، غلب واستولى ، { عَلَيْهِمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ فَأَنسَـٰهُمْ ذِكْرَ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَـٰنِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَـٰنِ هُمُ الخَـٰسِرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ فِى ٱلأَذَلِّينَ } ، الأسفلين . أي : هم في جملة من يلحقهم الذل في الدنيا والآخرة . { كَتَبَ ٱللَّهُ } ، قضى الله قضاءاً ثابتاً ، { لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِىۤ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عزيزٌ } ، نظيره قوله : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُم المَنْصُورُون } [ الصافات : 71 - 72 ] ، قال الزجاج : غلبة الرسل على نوعين من بعث منهم بالحرب فهو غالب بالحرب ، ومن لم يؤمر بالحرب فهو غالب بالحجة .