Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 58, Ayat: 4-4)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَمَن لَّمْ يَجِدْ } ، يعني الرقبة ، { فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا } ، فإن كانت له رقبة إلا أنه محتاج إلى خدمته ، أوْ له ثمن رقبة لكنه محتاج إليه لنفقته ونفقة عياله فله أن ينتقل إلى الصوم . وقال مالك والأوزاعي : يلزم الإعتاق إذا كان واجداً للرقبة أو ثمنها وإن كان محتاجاً إليه . وقال أبو حنيفة : إن كان واجداً لعين الرقبة يجب عليه اعتاقها ، وإن كان محتاجاً إليها , فأما إذا كان واجداً لثمن الرقبة وهو محتاج إليه فله أن يصوم , فلو شرع المظاهر في صوم شهرين ثم جامع في خلال الشهر بالليل يعصي الله تعالى بتقديم الجماع على الكفارة ، ولكن لا يجب عليه استئناف الشهرين ، وعند أبي حنيفة يجب عليه استئناف الشهرين . قوله عزّ وجلّ : { فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً } ، يعني المظاهر إذا لم يستطع الصوم لمرضٍ أو كِبَر أو فرط شهوة لا يصبر عن الجماع يجب عليه إطعام ستين مسكيناً . أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الخرقي , أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني , أخبرنا عبد الله بن عمر الجوهري , حدثنا أحمد بن علي الكشميهني حدثنا علي بن حُجْر , حدثنا إسماعيل بن جعفر , عن محمد بن أبي حرملة , عن عطاء بن يسار أن خولة بنت ثعلبة كانت تحت أوس بن الصامت ، فظاهر منها وكان به لمم ، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أوساً ظاهر مني , وذكرت أن به لمماً فقالت : والذي بعثك بالحق ما جئتك إلا رحمة له إن له فيّ منافع ، فأنزل القرآن فيهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مُرِيهِ فليعتِقْ رقبة ، قالت : والذي بعثك بالحق ما عنده رقبة ولا ثمنها ، قال : مريه فليصم شهرين متتابعين ، فقالت : والذي بعثك بالحق لو كلفته ثلاثة أيام ما استطاع ، قال : مريه فليطعم ستين مسكيناً ، قالت : والذي بعثك بالحق ما يقدر عليه ، قال : مريه فليذهب إلى فلان ابن فلان فقد أخبرني أن عنده شطر تمرٍ صدقةً , فليأخذه صدقة عليه ثم لْيتصدق به على ستين مسكيناً " . وروى سليمان بن يسار " عن سلمة بن صخر قال : كنت أمرأ أصيب من النساء ما لا يصب غيري فلما دخل شهر رمضان ، خفت أن أصيب من امرأتي شيئاً فظاهرت منها حتى ينسلخ شهر رمضان فبينما هي تحدثني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء فلم ألبث أن وقعت عليها ، فانطلقت إلى رسول الله فأخبرته فقال : أنت بذاك ؟ فقلت : أنا بذاك - قاله ثلاثاً - قلت : أنا بذاك وها أنا ذا فأمضِ فيَّ حكم الله , فإني صابر لذلك ، قال : فاعتق رقبةً . فضربت صفحةَ عنقي بيدي فقلت : لا والذي بعثك بالحق ما أملك غيرها ، قال : فصم شهرين متتابعين ، فقلت : يا رسول الله وهل أصابني ما أصابني إلا من الصيام ؟ قال : فأطعم ستين مسكيناً ، قلت : والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشين , ما لنا عشاء ، قال : اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك فأطعم عنك منها وسقاً ستين مسكيناً ، ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك ، قال : فرجعت إلى قومي فقلت : وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ، ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة , أمر لي بصدقتكم فادفعوها إليّ ، قال : فدفعوها إليه " . { ذَلِكَ لِتُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِه } ، لتصدقوا ما أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم من الله عزّ وجلّ ، { وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ } ، يعني ما وصف من الكفارات في الظهار ، { وَلِلْكَـٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، قال ابن عباس : لمن جحده وكذب به .