Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 59, Ayat: 12-14)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ } , وكان الأمر كذلك ، فإنهم أخرجوا من ديارهم فلم يخرج المنافقون معهم ، وقوتلوا فلم ينصروهم : قوله تعالى : { وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ ٱلأَدْبَٰرَ } ، أي لو قدر وجود نصرهم . قال الزجَّاج : معناه لو قصدوا نصر اليهود لولوا الأدبار منهزمين ، { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } ، يعني بني النضير لا يصيرون منصورين إذا انهزم ناصرهم . { لأَنتُمْ } , يا معشر المسلمين ، { أَشَدُّ رَهْبَةً فِى صُدُورِهِمْ مِّنَ ٱلله } ، أي يرهبونكم أشد من رهبتهم من الله ، { ذلكَ } ، أي ذلك الخوف منكم ، { بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون } ، عظمة الله . { لاَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ } ، يعني اليهود ، { جَمِيعاً إِلاَّ فِى قُرىً مُحْصَنَةٍ } ، أي لا يبرزون لقتالكم إنما يقاتلونكم متحصنين بالقرى والجدران ، وهو قوله : { أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ } ، قرأ ابن كثير وأبو عمرو : " جدار " على الواحد ، وقرأ الآخرون " جُدُر " بضم الجيم والدال على الجمع . { بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ } ، أي : بعضهم فظٌّ على بعض , وعداوة بعضهم بعضاً شديدة . وقيل : بأسهم فيما بينهم من وراء الحيطان والحصون شديد ، فإذا خرجوا لكم فهم أجبن خلق الله ، { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى } ، متفرقة مختلفة ، قال قتادة : أهل الباطل مختلفة أهواؤهم ، مختلفة شهادتهم ، مختلفة أعمالهم ، وهم مجتمعون في عداوة أهل الحق . وقال مجاهد : أراد أن دين المنافقين يخالف دين اليهود . { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ } .