Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 1-1)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } ، قال كعب الأحبار : هذه الآية أول آية في التوراة ، وآخر آية في التوراة ، قوله : { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا } [ الإسراء : 111 ] الآية . قال ابن عباس رضي الله عنهما : افتتح الله الخلق بالحمد ، فقال : { الحمد لله الذي خلقَ السمواتِ والأرض } ، وختمه بالحمد فقال : ( وقضي بينهم بالحق ) ، أي : بين الخلائق ، { وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الزمر : 75 ] . قوله : " الحمد لله " حمد الله نفسه تعليماً لعباده ، أي : احمدوا الله الذي خلق السموات والأرض ، خصّهما بالذكر لأنهما أعظم المخلوقات فيما يرى العباد ، وفيهما العبر والمنافع للعباد ، { وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَـٰتِ وَٱلنُّورَ } ، والجعل بمعنى الخلق ، وقال الواقدي : كل ما في القرآن من الظلمات والنور فهو الكفر والإيمان ، إلا في هذه الآية فإنه يريد بهما اللّيل والنهار . وقال الحسن : وجعل الظلمات والنور ، يعني الكفر والإيمان ، وقيل : أراد بالظلمات الجهل والنور العلم . وقال قتادة : يعني الجنّة والنار . وقيل : معناه خلق الله السموات والأرض ، وقد جعل الظلمات والنور ، لأنه خلق الظلمة والنور قبل السموات والأرض . قال قتادة : خلق الله السموات قبل الأرض ، وخلق الظلمة قبل النور ، والجنة قبل النار ، ورُوي عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى خلق الخلق في ظلمة ، ثم ألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضلَّ " . { ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ } ، أي : ثم الذين كفروا بعد هذا البيان بربهم يعدلون ، أي : يشركون ، وأصله من مساواة الشيء بالشيء ، ومنه العدل ، أي : يعدلون بالله غير الله تعالى ، يقال : عدلت هذا بهذا إذا ساويته ، وبه قال النضر بن شميل : الباء بمعنى عن ، أي : عن ربهم يعدلون ، أي يميلون وينحرفون من العدول ، قال الله تعالى ( عيناً يشرب بها عباد الله ) أي : منها . وقيل : تحت قوله : " ثم الذين كفروا بربهم يعدلون " معنى لطيف : وهو مثل قول القائل : أنعمت عليكم بكذا وتفضّلت عليكم بكذا ، ثم تكفرون بنعمتي .